الأهداف المقبلة لحلف الراديكاليين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • الآن، بعد أن حُسمت المعركة على الشرطة لمصلحة الإرهابي المعروف [وزير الأمن القومي بن غفير] ومجموعة الأشرار التي ترافقه، يتوجه الانتباه إلى مؤسسات الدولة التي تأتي على القائمة لاحقاً. ويجب على القارىء ألاّ يُفاجأ إذا قالوا له إن المحكمة العليا والنيابة العامة للدولة هما الهدف الأول البديهي. كما عليه ألاّ يُفاجأ عندما يعلم بأن وزير العدل المقبل ياريف ليفين هو الشخصية الأكثر مكراً في الحكومة المقبلة. ليفين لن يخزن الوقود ليشعل الطرقات، ولن يحطم البسطات في سوق الخليل، هو شخص مهذب، لكن هناك ناراً تشتعل في داخله، وهو لا يقل راديكاليةً عن حليفيه الشريريْن بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. وهو الذي يدفع بنيامين نتنياهو إلى حافة الهاوية.
  • الهدف الثاني هو الشاباك. والمستهدف أيضاً عملياته لإحباط الإرهاب اليهودي و"الإرهاب" العربي. تركيبة المجلس الوزاري المصغر والصلاحيات التي أُعطيت لبن غفير في الاتفاق الائتلافي تطرح تساؤلات بشأن المكانة الحالية للجهاز في اتخاذ القرارات في الحكومة في كل ما له علاقة بالسياسة في المناطق واستمرار تعاوُنه مع الأجهزة الفلسطينية. وسيجري الضغط من أجل تغيير قانون الشاباك، بحيث يصبح يُفرض عليه، بخلاف رغبته، إجراء تحقيقات جنائية في القطاع العربي. وسيطالب الوزراء الجدد بسياسة جديدة حيال منفّذي العمليات "الإرهابية" من العرب. وسيكون أحد المطالب فرض عقوبة الإعدام. وإذا ادّعى رئيس الشاباك أن هذا لن يفيد بل سيضر، فسيُتّهم باليسارية.
  • الهدف الثالث هو الجيش الإسرائيلي. سيستلم هرتسي هليفي منصبه كرئيس للأركان في فترة تحديات كثيرة. ويتحدث المقربون من نتنياهو عن أن هذا الأخير يعود إلى رئاسة الحكومة مع هدف واضح - القضاء مرة واحدة وإلى الأبد على البرنامج النووي الإيراني. ثمة شك في أن هذا يمكن أن يحدث، وفي أن نتنياهو جدّي فعلاً في نياته. الدرس من التجربة السابقة لا يبشر بالخير. مع حكومات مثل هذه الحكومة، لن نصل إلى طهران، بل على الأرجح، سنصل إلى لاهاي.
  • في هذه الأثناء، فرض النظام في المناطق يقسّم الجيش الإسرائيلي من الداخل. الحادثة التي وقعت في نهاية الأسبوع، والتي شوهد فيها جنديان من لواء غفعتي، أحدهما من الأشرار والآخر أحمق، يدخلان في مواجهة مع نشطاء يساريين في الخليل، هي فقط البداية. المواجهات مع السكان المدنيين في المناطق، يهوداً كانوا أم عرباً، هي دائماً مؤذية، واللهجة الخطابية التي يستخدمها الوزراء الجدد في الحكومة تزيد في حدة المشكلة.
  • أفترض خلال فترة ولاية الحكومة المقبلة أن عدد الذين يقومون بخدمتهم العسكرية الإلزامية في الفرقة 8200 سيتدنى، وفي سلاح الجو أو البحر، وفي الوحدات الخاصة. وإذا كانت الخدمة في غفعتي، وفي غولاني وناحل، وفي سلاح المدرعات، تعني أشهراً طويلة من القيام بعمليات الأمن الجاري في يتسهار والخليل وملاحقة راشقي الحجارة في قلندية - فإن الاهتمام بالخدمة في الفرق القتالية سينخفض. ولن يسارع المقاتلون الجيدون إلى الانضمام إلى مجال الخدمة الدائمة. هل تعتقدون أن غادي أيزنكوت، أو بني غانتس، وحتى يوآف غالانت، كانوا سينضمون إلى الجيش النظامي الذي يرفع شعار الحرب الأهلية؟ وهل سيتقاسمون خيامهم مع مقاتلين، مَثلهم الأعلى بن غفير؟ حالياً، الجيش الإسرائيلي هو جيش نصف الشعب. الجيش الذي يعتمد على مقاعد سموتريتش السبعة ومقاعد بن غفير السبعة ليس جيش الشعب، ولن يكون جيشاً منتصراً. سيكون جيش فلاديمير بوتين.
  • كل هذا كلام يطمئن أشخاصاً يفهمون في السياسية. ما إن يجلس الوزراء الجدد في مقاعدهم الجلدية حتى تنخفض شهيتهم، وسيغرقون في سحر المنصب. تملُّق الموظفين، حجم الحاشية المرافقة لهم، المال والنفوذ، والوصول إلى أسرار الدولة. انتبهوا إلى الأقوال المعتدلة في المقابلات مع بن غفير، وإلى الكلام الصادر عن زوجته. تذكروا ما قالوه عن بيغن عندما وصل إلى السلطة؛ وماذا قالوا عن شارون؛ وما قالوه عن نفتالي بينت ويائير لبيد. كل الرعب تبين أنه غير حقيقي. في نهاية الأمر، كل حكومة ستخضع أمام التحديات اليومية. ونتنياهو يدرك ذلك أكثر من أي شخص آخر: بهدوء، وعندما لا يكون شركاؤه حوله، يبعث برسائل مطمئِنة. هو الآن بحاجة إلى المتطرفين للتخلص من محاكمته. بعدها سيتخلص منهم ويذهب إلى مكانه الطبيعي في الوسط.
  • في الائتلافات السابقة، كان هناك تنوع في الآراء. وكان من الصعب، وأحياناً من المستحيل تأليف حكومة من طرف واحد. هذا الائتلاف مختلف: فهو يعتمد على جمهور تعلّم رفض الجمهور الآخر. المجتمع المنقسم يؤدي إلى حُكم منقسم. هذا ما يجري في الولايات المتحدة، وهذا يجري هنا. وهذا الوقت ليس مناسباً للاسترخاء.

 

 

المزيد ضمن العدد