الرابح الأكبر في الانتخابات: منصور عباس
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • الرابحون في الانتخابات الأخيرة كُثر- من بنيامين نتنياهو الذي عاد إلى رئاسة الحكومة، مروراً بالإنجاز الكبير للصهيونية الدينية، وصولاً إلى صعود شاس المثير للإعجاب. لكن النجاح الأكبر والمميز هو فوز منصور عباس وحزبه القائمة العربية الموحدة راعام. نتائج الانتخابات لم تصادق فقط وتكافىء الخطوة السياسية الخارجة عن المألوف التي قام بها، بل حولته إلى شخصية سياسية مهمة في القطاع العربي في إسرائيل، وصاحب تأثير واضح في المنظومة السياسية.
  • للوهلة الأولى، يبدو أن الإنجاز ليس كبيراً: فقد حصل عباس على خمسة مقاعد ونحو 195 ألف ناخب، بينما حصلت القائمة المشتركة، المؤلفة من حداش وتعل، على 180 ألف صوت وخمسة مقاعد، ولم تتمكن قائمة حزب بلد من اجتياز نسبة الحسم، وحصل على 140 ألف صوت، ما يوازي تقريباً 3 مقاعد. راعام وحدها  حصلت على 40% من الأصوات العربية، بينما توزعت الـ60% الباقية على الأحزاب الثلاثة الأُخرى. لكن أهمية هذه الأرقام هي أن حزب راعام أصبح، بفارق كبير، الحزب العربي الكبير والوحيد الذي اجتاز وحده نسبة الحسم. جاء هذا الفوز بعد الخطوة التي كانت موضع جدل في القطاع العربي، والتي اتخذها عباس في سنة 2021، عندما أعلن نيته الانضمام إلى الائتلاف مع الأحزاب الصهيونية، وأجرى مفاوضات مع نتنياهو، ومع خصومه. وفي النهاية، انضم عباس إلى ائتلاف بينت- لبيد، على الرغم من المعارضة الكبيرة في القطاع العربي، وحتى في حزبه. وكان من الممكن أن تنتهي هذه الخطوة بانهيار سياسي كامل واختفاء الحزب، لكن ما حدث هو العكس. الناخبون العرب لم يرفضوا هذه الخطوة، لا بل قدموا لها مكافأة، من خلال الزيادة الكبيرة في الأصوات التي منحوها لراعام، وتتويج عباس، عملياً، زعيماً للقطاع العربي. وفي الواقع، لم تكن النتائج مكافأة فقط على خطوة سياسية معينة، بل كانت بمثابة كسر للفيتو الذي فرضته الأحزاب العربية في إسرائيل منذ 40 عاماً على التعاون الفعلي مع أحزاب صهيونية.
  • هذا الوضع لم يكن قائماً على الدوام، فخلال الأعوام الثلاثين الأولى للدولة، كان هناك مجموعة من الأحزاب العربية التي تعاونت مع حزب السلطة. حتى سنة 1981، كانت العضوية في حزبيْ مباي والعمل محصورة في اليهود فقط، والمؤيدون لهما في القطاع العربي أقاموا أحزاباً تدور في فلكهما انضمت إلى الائتلاف، من بينها "القائمة الديمقراطية للعرب في إسرائيل" (1951- 1959)، و"التقدم والتطور" (1959-1973)، و"القائمة العربية الموحدة للبدو والريف" (1973-1981). هذه الأحزاب حصلت على أغلبية الأصوات في القطاع العربي، بينما كان الحزب الشيوعي ذي أغلبية يهودية.
  • اختلف الوضع بعد سنة 1977، عندما أوقفت حكومات الليكود الضغط الحكومي على الأطراف المتطرفة في القطاع، وفي المقابل، توجه حزب العمل إلى جذب أصوات العرب مباشرة إليه. وكانت النتيجة القضاء على الأحزاب العربية المعتدلة وصعود أطراف متشددة إلى زعامة القطاع.
  • بعد 40 عاماً من الفيتو، يسود الشارع العربي شعور بالوصول إلى حائط مسدود. لقد كان عباس أول زعيم عربي تحدث بصراحة، معلناً أن إسرائيل هي دولة يهودية. جاء هذا الإعلان للتصدي للتوجهات العدائية للمجموعات الراديكالية وسط العرب، التي تعتقد أن مواجهة جبهوية مع الدولة الصهيونية ستؤدي، بالتدريج، إلى تراجعها وحتى القضاء عليها. في رأي عباس، أن هذا التوجه وهمٌ، ليس فقط منقطعاً عن الواقع، بل يشكل خطراً على العرب في إسرائيل، ويُقحمهم في معركة ليس في مقدورهم الانتصار فيها. الدعم الذي حصل عليه موقف عباس من الناخبين سمح له بالتغلب  على خصومه، وبأن يصبح نسخة عربية عن حزب شاس.
 

المزيد ضمن العدد