عندما يحقق الجيش الإسرائيلي مع نفسه
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • رئيس الحكومة يائير لبيد ووزير الدفاع بني غانتس ردّا بعنف على قرار الولايات المتحدة فتح تحقيق جنائي في مقتل شيرين أبو عاقلة، مراسلة الجزيرة التي قُتلت جرّاء إطلاق النار خلال عمليات للجيش الإسرائيلي في مخيم اللاجئين في جنين في أيار/مايو.
  • "جنود الجيش الإسرائيلي لن يحقق معهم الـFBI، ولا أي جهة أجنبية، أو دولة أجنبية، صديقة كانت أم لم تكن صديقة." قال لبيد، مذكِّراً بـ "أن الجيش الإسرائيلي هو جيش أخلاقي ولديه قيم. جنود الجيش وقادتهم يدافعون عن دولة إسرائيل، ويحققون بصورة جذرية في كل حادث خارج عن المألوف، وملتزمون بقيم الديمقراطية وقوانينها." ووصف غانتس القرار بأنه "خطأ كبير" وصرّح: "لن نتعاون مع أي تحقيق خارجي، ولن نسمح بالتدخل في الشؤون الداخلية لإسرائيل." ووفقاً له، الجيش قام بتحقيق مستقل ومهني وقدمه إلى الولايات المتحدة. وأضاف: "أوضحت للمندوبين الأميركيين أننا نقف وراء جنود الجيش الإسرائيلي."
  • لكن استعراض العضلات الكلامي يبدو غير مفيد. الأميركيون يريدون فتح تحقيق جنائي رداً على إسرائيل التي قامت بتحقيق داخلي - الجيش حقق مع نفسه - وتطلّب ذلك من الجيش أربعة أشهر وعدداً من الصيغ للاعتراف بأن أبو عاقلة قُتلت بنيران الجيش الإسرائيلي. لكن حتى الصيغة الأخيرة التي قدمها الجيش كانت ضعيفة، ولم يتحمل فيها المسؤولية الكاملة.
  • ووفقاً للتحقيق العسكري، أبو عاقلة قُتلت بالفعل، بمعقولية عالية، بنيران جندي، لكن لم تُستبعَد إمكانية أن تكون قُتلت بنيران فلسطينية. بالإضافة إلى ذلك، قُرِّر عدم فتح تحقيق عسكري ضد مُطلق النار. هذا كله على الرغم من أن تحقيقات قناة الجزيرة، ومندوبة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وشبكة السي أن أن، و"النيويورك تايمز"، وغيرها، حمّلت الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن قتل شيرين.
  • من الخطأ اعتبار القرار الأميركي خضوعاً لضغط من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، الذين طالبوا باتخاذ موقف صارم حيال إسرائيل. بدلاً من ذلك، من الأفضل البدء بالاستيعاب أن موقف دول العالم، وبينها الولايات المتحدة، إزاء ما تفعله إسرائيل، يزداد تشدداً. وتوقُّع عدم تدخُّل المجتمع الدولي في "الشؤون الداخلية لإسرائيل" - وبالتالي اعتبار سيطرتها على شعب آخر أكثر من 50 عاماً أمراً داخلياً - لم يعد قوياً.
  • من المحتمل أن الولايات المتحدة كانت ستكتفي بنتائج تحقيق إسرائيلي لو لم يكن تحقيقاً قام به الجيش الإسرائيلي، بل هيئات قضائية إسرائيلية. وفي هذا السياق، يجب الأخذ في الحسبان أنه إذا استمرت الحكومة الإسرائيلية الجديدة في خطة إضعاف القضاء وتحييد كوابحه، فإن العالم لن يقف موقف المتفرج، والمطالبات بالتدخل الخارجي ستزداد.