ممنوع تعريض "اتفاقات أبراهام" للخطر
تاريخ المقال
المصدر
- جرى توضيح الأمور على صورة "نصائح"، من دون تصريحات علنية لا لزوم لها. حتى لو أن العلاقات بين أبو مازن ودول الخليج هي اليوم في أدنى درجاتها، وأقرب إلى القطيعة، فإن هذه الدول تجد نفسها غير قادرة على السكوت عن أي تغيير حاد في التوجهات السياسية الإسرائيلية في الضفة الغربية. بإيحاء من الملك عبد الله، فإن أعصاب العديد من الشخصيات الأردنية مشدودة، وجميع معارضي التطبيع ينتظرون بفارغ الصبر كيف سيستخدمون ما تفعله الحكومة الجديدة.
- لقد قبِل أبو مازن، بحماسة، الدعوة التي وجهها إليه هذا الأسبوع في رام الله الموفد الصيني الخاص جيان جون، لحضور القمة الصينية العربية التي ستُعقد خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الصيني إلى السعودية. وهو ينتظر الآن، بقلق، وصول الدعوة الرسمية من الرياض، وذلك بعد مرور أعوام على رفض ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الموافقة على زيارته إلى المملكة. ويأمل رئيس السلطة الفلسطينية باستغلال عودته إلى السعودية من أجل التوصل إلى مصالحة جدية وتعبئة كل الدول الخليجية من أجل لجم الخطوات التي تنوي قائمة الصهيونية الدينية فرضها على نتنياهو.
- السعوديون – الذين لا يُحزنهم انتصار نتنياهو - يبحثون عن طريقة "لإحياء" المبادرة العربية للسلام، التي وُضعت في الدرج بعد سنة 2002، من أجل إيجاد وسيلة للتقدم في اتجاه إسرائيل. وهم لن يفعلوا ذلك إذا شعروا بأن قواعد الاستيطان في الضفة الغربية وفي القدس تغيرت.
- هذا هو وضع حاكم الإمارات محمد بن زايد. فهو يُبقي على مسافة مع أبو مازن، وتقريباً يقاطعه. لكن حتى بالنسبة إليه، هناك سقف لما يمكن أن يقبله من دون رد. وهذا أيضاً وضع القائدين العسكريين اللذين يحكمان السودان بصعوبة، في مواجهة موجات التظاهرات التي لا تتوقف. بالنسبة إلى ملك المغرب، لديه توجُّه تقليدي إلى المحافظة على علاقة قريبة بدول الخليج، والجنرال عبد الفتاح السيسي حساس إزاء المشاعر في داخل مصر. احترام المصالح في التعاون مع إسرائيل له مكانه، لكن عاصفة احتجاجات في الإعلام وفي الشارع لها وزن كبير.
- يجب عدم النظر إلى الساحة الفلسطينية بصفتها فضاء مغلقاً، ويجب أن نتذكر أيضاً أنه إذا كانت الدول العربية رفضت الفيتو الفلسطيني على علاقاتها مع إسرائيل، فإنها لم تتخلّ عن القضية الفلسطينية. وعلى الرغم من كرههم لأبو مازن وحكمه، فإن الحكام العرب يريدون أن يظهروا بأنهم يسعون، على طريقتهم، من أجل مساعدة الفلسطينيين، وأنهم لا يعطون الضوء الأخضر لمن يقترح تحويلهم إلى "مقيمين" - بدلاً من مواطنين - في دولة خاضعة للضم.
- إن عقيدة الوزراء تلامذة مئير كهانا وشبان التلال تشكل تهديداً، ليس فقط على منظومة العلاقات الحساسة والهشة مع الفلسطينيين، بل أيضاً على دائرة السلام مع الدول العربية من حولنا. ويجب كبح هذه العقيدة فوراً، وبسرعة.