قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي إن لبنان لا يخشى إلغاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينه وبين إسرائيل.
وجاءت أقوال ميقاتي هذه تعقيباً على نتائج الانتخابات الإسرائيلية العامة التي جرت أول أمس (الثلاثاء)، وذلك في إطار تصريحات أدلى بها إلى وكالة "رويترز" للأنباء أمس (الأربعاء)، وأكد فيها ميقاتي أيضاً أن الولايات المتحدة قدمت ضمانات إلى لبنان للحيلولة دون إلغاء هذا الاتفاق.
في سياق متصل، أكد نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب في تصريحات أدلى بها إلى وكالة فرانس برس الفرنسية للأنباء أمس، أن لبنان حصل على ضمانات أميركية بشأن استمرارية اتفاق ترسيم الحدود البحرية، حتى في حال تمكُّن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو من تأليف حكومة جديدة بعد الانتخابات.
وقال بو صعب الذي كان مكلفاً من لبنان بملف المفاوضات بشأن هذا الاتفاق: "قام لبنان ببحث هذا الموضوع خلال المفاوضات وبعد أن انتهت، وحصلنا على الضمانات الأميركية الكافية بأن هذا الاتفاق لا يُلغى بسهولة، وتأثير انسحاب أي فريق منه كبير على الدولتين. وطوال فترة المفاوضات، كنت أطرح موضوع موقف نتنياهو، وأطرح ضرورة ضمانة الاستمرارية، وكان الكلام يأتيني دائماً من الوسيط الأميركي أنه من الصعب على أي دولة أن تخرج منه."
وأضاف بو صعب: "إذا أراد نتنياهو الانسحاب منه، فانه ينسحب بذلك من اتفاق مع الولايات المتحدة، لأن الاتفاق وُقِّع بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة، وبين لبنان والولايات المتحدة من جهة."
وأشار بو صعب أيضاً إلى الترحيب الكبير الذي لاقاه الاتفاق من دول عدة، معتبراً أنه في حال انسحب نتنياهو من الاتفاق فإنه "سيضع نفسه في مواجهة مع المجتمع الدولي."
وأُبرم الاتفاق يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بين لبنان والولايات المتحدة من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة ثانية، وذلك بعد أشهر من مفاوضات مضنية، بوساطة واشنطن، وخشية من توتُّر أمني. وأتاح الاتفاق لإسرائيل البدء بإنتاج الغاز من منطقة كان متنازَعاً عليها، بينما يأمل لبنان، الغارق في أزمة اقتصادية، ببدء التنقيب قريباً.
ووصف رئيس الحكومة الإسرائيلية الحالية [الانتقالية] يائير لبيد الاتفاق بأنه إنجاز سياسي، إلاّ إن نتنياهو وجّه له انتقادات لاذعة خلال الأسابيع التي سبقت الانتخابات، واعتبر أن إسرائيل بحاجة إلى قيادة مختلفة تمتلك خبرة ورئيس حكومة قوي قادر على مواجهة الضغوط ولا ينصاع للتهديدات، في إشارة إلى تهديد حزب الله لإسرائيل بالتصعيد العسكري. وأضاف نتنياهو أنه سينسحب من الاتفاق في حال عودته إلى تسلُّم منصب رئيس الحكومة بعد الانتخابات.