نتنياهو عاد إلى طبيعته القديمة: اليهود ضد الإسرائيليين، وجمهوره أحب ذلك
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- حتى لو اختلفت نتائج انتخابات الكنيست الـ25 عن نتائج العينات الأولى، فالخلاصة واضحة: لا يزال تيار بنيامين نتنياهو هو القوة السياسية المسيطرة في إسرائيل. وبعد عام ونصف العام، لا يزال نتنياهو المفتاح الذي يجمع حوله السياسة الإسرائيلية. وحده بيبي استطاع إخراج ملايين الإسرائيليين من منازلهم إلى صناديق الاقتراع للمرة الخامسة، وللتصويت معه أو ضده.
- في وسط المعركة الانتخابية الحالية، شكّل البيبيون [أنصار نتنياهو] والكهانيون، التجسيد الجديد لليمين الإسرائيلي بقيادة نجم الحملة إيتمار بن غفير. صعود بن غفير في الاستطلاعات أيقظ الوضع على الأرض: في اليمين، تحمسوا للشعار العنصري القومي الذي وَسَم حملة الليكود. وكان أسهل على الناخبين من اليمين، الذين ترددوا بين المشاركة في التصويت أو البقاء في منازلهم، التماهي مع التحريض ضد العرب وضد اليسار، من الذهاب إلى الصناديق، دفاعاً عن متهم بالفساد، كما حدث في الجولات السابقة. لقد عاد نتنياهو إلى طبيعته القديمة، تحريض اليهود ضد الإسرائيليين، وجمهوره أحب ذلك.
- صورة الحماسة المتجددة في اليمين شاهدها المجتمع العربي. هناك خرج الناخبون في اللحظة الأخيرة من اللامبالاة والاغتراب اللذين رافقاهم طوال الحملة، وتوجهوا إلى الصناديق، خوفاً من أن تتحقق تهديدات بن غفير وتقوم حكومة التفوق اليهودي التي ستُفاقم التمييز والقمع ضد الفلسطينيين على جانبيْ الخط الأخضر.
- وجهة نظر البيبيين والكهانيين يمكن اختصارها بأنها العنصرية إزاء كل مَن هو غير يهودي، وتصوير التمثيل السياسي للمجتمع العربي بأنه مؤيد "للإرهاب" - وخصم شرس للدولة يجب التعامل معه بالقوة. يعتبر البيبيون والكهانيون أن الديمقراطية هي الحُكم المطلق للأغلبية، وهم ضد كبح قوة الدولة بواسطة المحاكم ووسائل الإعلام المستقلة، أو منظمات المجتمع المدني التي تعارض سياسة الحكومة. كل هذه الهيئات يعتبرها البيبيون والكهانيون تهديدات يجب القضاء عليها وترهيبها حتى تخضع وتُروَّض.
- حكومة التغيير، القصيرة العمر، لم تنجح في الوقوف ضد البيبيين وطرح أيديولوجيا تثير حماسة الناخبين. الشعور الوحيد الذي حرّك معسكر التغيير كان الخوف من نتنياهو الذي تعزز هذه المرة أكثر من شريكه الجديد بن غفير.
- التصدعات الداخلية في معسكر التغيير كانت كبيرة للغاية، سواء لأسباب شخصية - يائير لبيد ضد بني غانتس - أو بسبب الفجوة المبدئية بين اليسار المتطرف والأحزاب العربية والعلمانية، حداش وبلد، ولتي تعمقت خلال فترة حكم نفتالي بينت ولبيد، وسياستهما الاستقوائية في الضفة الغربية.
- خلال 4 أشهر من حكمه، نجح لبيد في ترسيخ مكانته كزعيم للكتلة المعادية لبيبي، وصوّر نفسه كمدير جيد للسياستين الخارجية والأمنية. لكنه، مثل خلفه بينت، وبعكس نتنياهو، لم يقدم أيّ رؤيا جديدة. خلال الفترة القصيرة التي كانت لديه، ومع صورته ومشكلاته كمقدم برامج تلفزيونية ليس لديه خبرة أمنية وإدارية، اضطر لبيد إلى تخصيص حملته من أجل كسب تأييد مؤيديه في كتلة التغيير، ولم يحاول أن يجذب إليه أصواتاً من المعسكر المعارض. الآن، يستطيع أن يبلور رؤيا تطرح بديلاً أيديولوجياً من تيار نتنياهو والكهانيين. هرولة الليكود نحو اليمين وراء بن غفير يترك للبيد هامشاً للتطور. وهذا قد يشكل فرصة له.