بن غفير هو الأمل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • إيتمار بن غفير هو أيضاً أمل. يبدو هذا واضحاً منذ الآن، قبل أن يتم الكشف عنه كنجاح في الانتخابات. فزاعة الرعب الجديدة الخاصة باليسار - الوسط تحصل منذ الآن على نتائج يستطيع اليسار الحقيقي فقط أن يحلم بها. يبدو أن المستوطن العنيف من تلة الآباء، هو مَن سيحرك أخيراً سفينة الأبرتهايد ويشوش على سفرها الآمن.
  • مؤشرات أولية إلى هذا الأمل بدأت تظهر هذا الأسبوع. السيناتور روبرت منديز، "مشجع محلّف لإسرائيل"، بما معناه داعم أعمى للاحتلال، حذر بنيامين نتنياهو من تأليف حكومة مع اليمين المتطرف. كذلك الأمر بالنسبة إلى مؤسسات مهمة في أوساط يهود الولايات المتحدة، والقلقة من الضرر الذي ستؤدي إليه حكومة مع بن غفير، على مكانة إسرائيل. المقالة الافتتاحية لصحيفة "هآرتس" ذكّرت بهذا أول أمس، كدليل على الخطر الذي يشكّله بن غفير. الحقيقة معكوسة: لذلك بالذات، بن غفير هو الأمل.
  • بن غفير يشكل خطراً على مكانة إسرائيل - وماذا سنطلب أكثر من ذلك؟ هذا هو هدف نضال مؤسسات حقوق الإنسان في البلاد والعالم، حيث يطالبون بإنهاء الأبرتهايد. الأبرتهايد لن يسقط من تلقاء نفسه. إسرائيل لن تنهض صباح أحد الأيام وتقول: لم يعد جميلاً أن نكون نظام أبرتهايد، لنضع حداً له. فقط ضغط المجتمع الدولي هو ما سيدفعها إلى الصحوة.
  • هذا المجتمع الدولي لم ينهض للعمل حتى الآن، باستثناء بعض التصريحات. وبصورة خاصة إيتمار الخاص بنا، الممثل الجميل والمبتسم والصارخ لليمين المتطرف، أسرع مَن يرفع المسدس في الكنيست، من الممكن أن يكون هو مَن يدفع العالم إلى العمل، ومن الممكن أيضاً أن يوقظ اليسار الإسرائيلي من سبات الشتاء الذي لا ينتهي. سيناتور - صديق يهدد، المؤسسات اليهودية تحذر منذ الآن قبل انتخاب بن غفير. ويوم يدخل إلى مكتبه، سينهض العالم على واقع جديد، أسوأ من هذا الموجود في هنغاريا وإيطاليا. اليمين الخاص ببن غفير، أعنف وأكثر تطرفاً بكثير من أي يمين أوروبي اليوم.
  • كما قامت إسرائيل الماضية بتوطيد علاقاتها مع الدول الأوروبية التي نجح فيها اليمين المتطرف، من الممكن أن تقوم أميركا وبعض الدول الأوروبية بخطوة مشابهة. للمرة الأولى في حياتها، ستشعر إسرائيل بثمن للأبرتهايد. للمرة الأولى في حياتهم، من الممكن أن يعاقَب الإسرائيليون على الاحتلال والجرائم. للمرة الأولى، من الممكن أن يدفعوا ثمنه بالصورة، والتنديد، والأموال، والسلاح. وهذا كله بفضل بن غفير.
  • بن غفير سيمزق الأقنعة. اليسار هو الأب المؤسس لمشروع المستوطنات، ومَن سعى لتسميم آبار الفلسطينيين هو بن غوريون وإفرايم كتسير، وليس الفزّاع العنيف بن غفير؛ كذلك الأمر بالنسبة إلى بشاعة الاحتلال، التي لم يؤسسها بن غفير، ولا حتى نتنياهو، إنما أعضاء حزب العمل، وبينهم مَن فاز بجائزة نوبل للسلام. البروفيسور يورام يوفال نشر في صحيفة "هآرتس" يوم 6/10 سيناريو الرعب، الذي يحذر من بن غفير: 400 حافلة ستهجّر في العام المقبل 200 ألف من "عرب إسرائيل" من بيوتهم، بغطاء حرب في الشمال، إذا أقيمت حكومة نتنياهو- بن غفير.
  • سيناريو يوفال يبدو واقعياً، ومخيفاً كما يبدو، لكن ليس بالضرورة أن يكون بن غفير وراءه. اليسار ذو خبرة أكثر في الترانسفير والتطهير العرقي، في سنة 1948، وأيضاً 1967، في مسافر يطا، وأيضاً في غور الأردن، والأفضلية الكبيرة لخبرته ستكون للقيام بالترانسفير المقبل. يجب الخوف أكثر من ماضي اليسار، أكثر من تهديدات بن غفير.
  • العالم احتضن الوسط - يسار الإسرائيلي بفضل التمويه. بن غفير سيضع حداً لهذا. صحيح أن حكومةً مع بن غفير من شأنها تضييق الخناق على عنق الشعب الفلسطيني، لكن لن يكون هناك أكثر شيطانيةً من خطة تسميم الآبار. العالم احتضن قيادات العدوان البربري على قطاع غزة، ومن الممكن أن يرفض بن غفير. صباح الخير أيها العالم، أن تأتي متأخراً خير من ألّا تأتي أبداً. إذا حدث هذا، فسأرفع قبعتي أمام بن غفير، وأشكره من كل قلبي على جهوده للدفع قدماً بالعدالة.
  •