الطريق المتبقية: بعد عامين على اتفاقيات أبراهام الدعم لها يتراجع
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف
  • كُتب الكثير عن "اتفاقيات أبراهام"، ويبدو أن أغلبية ما كُتب صحيح. المصلحة المشتركة في مواجهة إيران؛ السعودية التي دفعت قدماً؛ التكنولوجيا الإسرائيلية التي أغرت الشركات الكبيرة المحلية؛ الأميركيون الذين اختفوا من المنطقة؛ المقاطعة الإقليمية لقطر؛ ضعف السلطة الفلسطينية. وعندما يتم النظر في كل هذه الأمور من الأعلى، يبدو أنه حدثت هنا معجزة احتمالات - وفي لحظة واحدة، بعد عشرات الأعوام، كل النجوم رُتِّبت في المكان الصحيح.
  • عند وصول البعثة الأولى إلى دبي، والتي شملت 20 شخصاً من رجال الأعمال، شعرنا كأننا في البيت؛ ببساطة، لأنهم أرادوا أن نشعر بذلك. في اللقاء الأول مع غرفة التجارة المحلية، ألقى كلٌّ من دوف كوتلر وأديب باروخ، رئيس معهد التصدير في تلك الفترة، خطابات احتفالية. وأذكر ما قالاه حينها حتى اليوم: هذا الاتفاق مهم جداً، وهناك أهمية فائقة للدولتين على كافة الصعد، لكن هناك عدة دول تقف جانباً وتنتظر، بصمت، فشل الاتفاق ما بيننا. قياداتنا قامت بدورها بشجاعة استثنائية. الآن حان دورنا نحن رجال الأعمال، أن نضمن استمرارية الاتفاق."
  • كيف هي الصورة اليوم، بعد عامين؟ التبادل التجاري ما بين الدولتين وصل إلى مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل إلى ثلاثة مليارات دولار في سنة 2024. لكن دعم الاتفاقيات يتراجع. ففي استطلاع نُشر مؤخراً، فقد أيّد الاتفاق 23% (تراجع بنسبة 50% خلال عامين)، وهو معطى مُقلق جداً. فبعد تراجُع الشغف، وبعد أن زار جميع المشاهير دبي، ومعهم أكثر من 450 ألف إسرائيلي، من المهم تحليل أين أردنا أن نكون، وأين نحن فعلاً.
  • أردنا سلاماً حقيقياً مختلفاً عن السلام البارد مع مصر والأردن. وحصلنا على شبيه له بالضبط، لكننا لم نصل إلى هناك بعد. فأغلبية التجار والإسرائيليين الذي وصلوا إلى الإمارات، لم يقوموا بالبحث اللازم قبل ذلك. أغلبية الشركات افترضت التالي: نرسل عرضاً؛ نقوم ببعض الاجتماعات؛ نستأجر بعض الوسطاء الذين وعدوا بعلاقات جيدة مع القيادة المحلية؛ والأموال ستتدفق إلينا. وكما هو متوقع، لم ينجح هذا. عدد قليل من الشركات بدأت تعمل أو وقعت صفقات. الشركات التي نجحت تُدار وفق الاستراتيجيا المحلية، وتعرف كيف تمنح المحليين القيمة المضافة مقابل الأموال.
  • ولا يمكننا عدم التطرق إلى الموضوع الفلسطيني. فبعد توقيع الاتفاق بأسبوع، توجهت إلى اجتماع عمل في جسر أللنبي. وإلى غرفة الـ"VIP" دخل سفير فلسطيني في إحدى الدول المهمة، كان قد استدعي بسرعة للتشاور مع أبو مازن. الاتفاق مع إسرائيل سوقته الإمارات إلى أبناء شعبها على اعتبار أنه أوقف خطة الضم الأحادي الخاصة بنتنياهو، و"مستقبلاً، سنهتم بأخوتنا الفلسطينيين". وعملياً، منذ ذلك الحين السلطة ضعفت و"حماس" ترفع رأسها في الضفة. اتفاق سلام يجب أن يجري مع الناس، وليس فقط بين الدول والشركات. يتعين على قيادة الدولة العمل على إدخال الاتفاق إلى مناهج التعليم، وتمويل تبادل بعثات طلابية وطلاباً جامعيين من الطرفين، وتعليم مجتمع التجار ماذا يعني الصبر.