الاتحاد الأوروبي صديق لإسرائيل، لكن الاحتلال يحد من إمكاناتنا
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • اجتياح روسيا لأوكرانيا يذكّر الأوروبيين بأهمية السلام والأصدقاء. أما الإسرائيليون، فإنهم يعرفون جيداً ثمن الحرب. هذه أسباب جيدة، لماذا على الاتحاد الأوروبي وإسرائيل العمل سوياً. حالياً، يتم التجهيز لعقد مؤتمر "مجلس الشراكة" الذي يجمع الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، والهدف منه تعزيز العلاقات بيننا. إلاّ إن النزاع الإسرائيلي - العربي واحتلال الضفة لا يزالان يحدّان من إمكاناتنا. الاتحاد الأوروبي يسعى لإزالة هذه القيود، ولذلك، علينا التطرق إلى عدة مواضيع عملية.
  • هناك مَن يدّعي أن السلام غير ممكن، هناك مَن يؤمن بأن السلام موجود، وهناك مَن يبدو كأنه لا يريد السلام. ونحن نعتقد أنهم جميعاً على خطأ. السلام ممكن، وهو ضروري من أجل أمن وحقوق ورفاهية الإسرائيليين والفلسطينيين. وإن كنا صادقين، تحقيق السلام لديكم هو مصلحة أوروبية أيضاً.
  • لأننا جيران وشركاء تاريخيون لإسرائيل، وأكبر شريك تجاري لها - نحن نهتم. الأوروبيون يعرفون الهواجس الأمنية الإسرائيلية ويدعمون حقها في "محاربة الإرهاب"، ونحترم التزاماتها الدولية بحقوق الإنسان. وفي ظل العمليات في شوارعكم وشوارعنا، أقمنا تنسيقاً أمنياً وطيداً. وفي ظل العداء للسامية في منطقتكم وفي أوروبا، تبنّينا استراتيجيا، الهدف منها دعم حياة اليهود في أوروبا. والآن، لنتطرق إلى ما يمكننا فعله.
  • اتفاقيات التطبيع التي وقّعتها إسرائيل مع البحرين والمغرب والسودان والإمارات أثبتت أن التغيير الإيجابي ممكن. وفي المقابل، نحن نشهد توترات في الأرض المقدسة، وعمليات في المدن، ويأساً وموتاً في غزة، وقتلاً في الضفة الغربية، وعنفَ مستوطنين، وانتقادات تشتد في العالم الغربي بسبب وجود ملايين الفلسطينيين تحت احتلال لا يرون نهايته. اتفاقيات التطبيع لم تغيّر هذا الواقع.
  • لا يوجد "مسار سلام" بعد، وكل طرف يتهم الآخر ويدّعي أنه "لا يوجد مَن يتحدث إليه". ولكن هل يمكن القيام بأكثر من ذلك، بهدف خلق الأمل الجديد الذي يساعد على إيجاد شريك "أفضل"؟ ومنذ الآن، نحن نعتقد أن الأوروبيين، والإسرائيليين، والفلسطينيين، والجيران العرب، والشركاء الدوليين - جميعنا نستطيع القيام بأكثر من ذلك.
  • "إدارة" الصراع تطيل المعاناة وانعدام الأمن. وفي ظل عدم القيام بأي جهد للوصول إلى حل، يتم التعامل مع الوضع القائم اليوم في العالم على أنه إشكالي من ناحية حقوق إنسان، في وقتٍ إسرائيل هي الأقوى. هذا يؤثر سلباً في شكل نظرة العالم إلى إسرائيل، وهذا يشكل خطراً في المدى البعيد.
  • لذلك، نحن نمدّ إيادينا، ولذلك أيضاً، قام 27 وزير خارجية في الاتحاد الأوروبي بتعيين مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي، للمساعدة في تجديد مسار السلام مع الأصدقاء الأميركيين وآخرين كُثر. الشعبان باقيان هنا. إسرائيل لن تتنازل عن أرض فلسطينية من دون أمن واعتراف، والفلسطينيون لن يوافقوا على بقائهم تحت السيطرة العسكرية الغريبة. وبدلاً من رسم خريطة طريق أُخرى، تعالوا لنحدد الهدف سوياً، حتى ولو كان الإسرائيليون والفلسطينيون فقط هم الذين يقررون أجزاءه، وفقط عندما يقتربون منه. نحن ندعو جميع الأطراف إلى المشاركة في صوغ اتفاق سلام إقليمي واسع ومفصل. فعندما نرى الهدف أمامنا، يكون من السهل الوصول إليه.
  • حتى مَن يريدون انتظار أن يتغير الآخرون، يستطيعون إجراء هذا التحضير. ببساطة، اسألوا: كيف أريد حل هذا النزاع؟ كيف يمكنني الحصول على درجة الأمان والحقوق التي أريدها؟ كيف سأرد على مخاوف الطرف الآخر الشرعية؟ كيف يمكن لأصدقائي الدوليين المساعدة للتوصل إلى السلام؟ يوجد إجابات لدى الكثيرين منذ الآن. وسنستطيع التوصل إلى تقدُّم ملحوظ، إذا استطعنا جمع هذه الإجابات ومشاركتها في العلن.
  • من خلالي، كمبعوث خاص لمسار السلام في الشرق الأوسط، يمد الاتحاد يده إلى الإسرائيليين، والفلسطينيين، والجيران العرب، والشركاء الدوليين. ويدعوهم إلى بحث الإجابات بشكل منفرد، أو من المفضل سوياً. آمل أن أرى المزيد من الإصغاء والتعلُّم. تعالوا نعمل سوياً.

 

 

المزيد ضمن العدد