تقرير: ألف أسير أمني فلسطيني بدأوا اليوم إضراباً عن الطعام، وتحذيرات من ثورة شعبية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

بدأ اليوم قرابة ألف أسير أمني في السجون الإسرائيلية إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وإذا لم يتم التوصل إلى تفاهمات بين سلطات السجون وبين ممثلي الأسرى الأمنيين، فسينضم إليهم نحو ألف أسير آخر. وكان رئيس إدارة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية، عضو "فتح" قدري أبو بكر، أصدر بياناً قال فيه إن الإضراب سيتحول إلى ثورة شعبية ستُشعل الشارع. كما أصدرت السلطة بياناً حذرت فيه إسرائيل من المسّ بحقوق الأسرى الفلسطينيين.

لكن يبدو أن القلق الأساسي للمؤسسة الأمنية في إسرائيل في هذه الأيام ليس من إضراب الأسرى، بل من ضعف السلطة الفلسطينية، والصعوبة التي تواجهها أجهزة الأمن الفلسطينية في العمل في مناطق معينة من الضفة الغربية، التي تحولت بسرعة إلى جيوب من المسلحين والميليشيات التي تتحرك لمهاجمة أهداف إسرائيلية. في البداية، برز ذلك في منطقة جنين، وبسرعة انتقل نشاط هذه المجموعات إلى القصبة في نابلس والقرى المجاورة. في الأمس، تحركت القوات الأمنية في سلواد، غير البعيدة عن رام الله، ونجحت في اعتقال خلية مسلحين قامت بالعديد من حوادث إطلاق النار. واليوم، قُتل فلسطيني في مواجهات في البيرة (رام الله)، وهو ما يعني أن المسلحين لا يتواجدون في شمال الضفة فقط، بل انتقلوا إلى جنوبي نابلس في اتجاه رام الله.

وخلال هذا العام، سُجِّل أكثر من 60 هجوماً بإطلاق النار في مختلف أنحاء الضفة في أثناء عمليات اعتقال مطلوبين، وهذا الرقم مرتفع جداً، مقارنةً بسنة 2021.

كذلك، يختلف نوع الشبان الفلسطينيين الذين يواجههم الجيش الإسرائيلي عنهم في الأعوام الماضية. فهم أكثر شجاعة، ويرفضون الخضوع بسهولة. وأكثر شخصية مشهورة بينهم إبراهيم النابلسي الذي قُتل قبل 3 أسابيع، والذي تحول إلى نجم في وسائل التوصل الاجتماعي الفلسطينية.

التدخل المتزايد لعناصر الجهاد الإسلامي في عمليات إطلاق النار، وكذلك لنشطاء من "فتح"، يزيد الشكوك في أننا أمام تطورات غير عفوية. ومن المحتمل أن يكون المقصود محاولة من إيران وحزب الله، بواسطة أذرعتهما في الضفة الغربية، التسبب بتصعيد أمني. بالطبع، "حماس" لا تعارض ذلك، ولا تتوقف عن محاولاتها تنفيذ هجمات، بتوجيهات من الخارج، ومن غزة.

ما تشهدة الضفة الغربية حالياً يوضح أن محاولة إسرائيل دفن رأسها في الرمل، إزاء كل ما له علاقة بالساحة الفلسطينية منذ سنة 2009، لم تنفع. ويبدو اليوم أن  قرار "احتلال درجة أولى"، مع تسهيلات اقتصادية للجمهور في الضفة يساعد الفلسطينيين على التعايش مع الواقع الحالي، هو مجرد حلم زائل.