تقرير: رئيس جهاز الموساد: الاتفاق النووي الوشيك مع إيران سيكون بمثابة كارثة استراتيجية
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

حذّر رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي دافيد برنياع من أن الاتفاق النووي الوشيك مع إيران سيكون بمثابة كارثة استراتيجية، لأنه سيسهل على طهران في المدى الطويل محاولة الحصول على أسلحة نووية، وهي محاولة لم تتخلّ عنها منذ سنة 2003، وما زالت تبذل فيها جهوداً كبيرة. 

وأكد برنياع أن الشيء الوحيد الذي يتغيّر الآن هو تكتيكات الصفقة الإيرانية التي يتم تنفيذها في الوقت الحالي تحت رعاية القوى العظمى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.

كما أكد برنياع أن نسبة احتمال توقيع الاتفاق النووي باتت قريبة من 100%، وأعرب عن اعتقاده أن إيران ستعود إلى الاتفاق، لأن لها وللولايات المتحدة مصلحة استراتيجية في القيام بذلك.

وجاءت أقوال بارنياع هذه في سياق سلسلة من الاجتماعات، بما في ذلك اجتماع مع رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد في مبنى "الكيرياه" في تل أبيب.

من ناحية أُخرى، أكد رئيس الموساد أن الاتفاق لا ينطبق على دولة إسرائيل، وأشار إلى أن الموساد يواصل العمل طوال الوقت لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وقال بارنياع: "إن التزامنا بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية لا علاقة له بالاتفاق. إن إسرائيل ليست طرفاً في الاتفاق ولها الحق في الدفاع عن نفسها."

على صعيد آخر، قال مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى إن زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا إلى الولايات المتحدة لبحث الملف النووي الإيراني كانت مفيدة للغاية، وأكد أن محادثاته مع الجانب الأميركي والرسائل العلنية التي أوضحت الموقف الإسرائيلي، بما في ذلك تصريحات رئيس الحكومة يائير لبيد، ساهمت في تغيير موقف واشنطن ليصبح أكثر تصلباً في ردّها على مسودة الاتفاق النووي الآخذ بالتبلور. وأضاف أن الولايات المتحدة أطلعت القدس مسبقاً على مضمون ردها على إيران، وأن المسؤولين في إسرائيل ينتظرون الآن ردة الفعل الإيرانية.

وذكر موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أن البيت الأبيض لم يدرك عمق القلق الإسرائيلي بصورة كاملة قبل زيارة حولاتا، واعتقدت الإدارة الأميركية أن محادثات التهدئة التي أجرتها مع مسؤولين إسرائيليين الأسبوع الماضي أدت إلى طمأنة إسرائيل، وفقط في إثر زيارة مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، أدرك المسؤولون في واشنطن أن إسرائيل ليست مطمئنة، وأنها بقدر معين لم تصدق أيضاً رسائل الطمأنة التي وصلت إليها من واشنطن.

ووفقاً للموقع، فإن القضية المركزية التي أقلقت إسرائيل قبل زيارة حولاتا هي التخوّف من أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أجل إغلاق تحقيقاتها ضد إيران وإزالة عقبة في الطريق إلى اتفاق نووي جديد، وقد تلقت إسرائيل هذا الأسبوع إجابات تريحها في هذه المرحلة على الأقل. وقال مسؤول سياسي إسرائيلي إن المسؤولين في البيت الأبيض قالوا إنهم لن يتنازلوا في موضوع التحقيقات، ولن يمارسوا ضغوطاً على رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

ونقل "واللا" عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله: "أوضحنا للإيرانيين علناً، ومن خلال قنوات خاصة، أن عليهم إعطاء أجوبة على أسئلة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن هذه هي الطريقة الوحيدة للرد على القلق حيال تلك الشبهات، وموقفنا هذا لن يتغير."

كذلك، بلّغ الأميركيون حولاتا أنه فيما يتعلق بقضية أُخرى أقلقت إسرائيل، وهي القيام بتسهيلات محتملة في العقوبات الأميركية المفروضة على شركات إيرانية مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، فإنهم لن يسمحوا بذلك ولن يخففوا مطالبهم بشأن إجراء التحقيق في صفقات مع هذه الشركات الإيرانية.

أخيراً، ذكر موقع "واللا" أن مستوى الهلع الإسرائيلي من الموقف الأميركي حيال إيران تراجع بعد الهجوم الأميركي الذي استهدف قاعدة لميليشيات موالية لإيران في سورية هذا الأسبوع، وبعد أن قال مسؤولون في البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن شخصياً هو من أمر بالاستعداد لشنّ هذا الهجوم.

وتوجّه وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس الليلة الماضية إلى واشنطن في زيارة تهدف إلى بحث الاتفاق النووي المتبلور مع إيران.

وقال غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل مغادرته: "إن الهدف من هذه الزيارة هو إيصال رسالة واضحة بخصوص المفاوضات بين القوى العظمى وإيران، فحواها أن أي اتفاق لا يعيد إيران إلى ما كانت عليه في السابق ولا يقيدها لأعوام عديدة قادمة، سيضر بالأمن العالمي والإقليمي."