كرّر رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لبيد رفض إسرائيل الاتفاق النووي الإيراني في صيغته الحالية، والمطروح على بساط البحث في المفاوضات الجارية في العاصمة النمساوية فيينا.
وأوضح لبيد في سياق إحاطة قدمها إلى مندوبي وسائل الإعلام الأجنبية في إسرائيل من مقر ديوان رئاسة الحكومة في القدس أمس (الأربعاء)، أن الاتفاق لا يستوفي الشرط الذي كان الرئيس الأميركي جو بايدن نفسه قد طرحه، وهو منع إيران من التحول إلى دولة ذات قدرات نووية.
وقال رئيس الحكومة إن إسرائيل ترى نفسها غير ملتزمة بهذا الاتفاق، وأكد أنها ستتحرك لإزالة التهديد الايراني الذي يشكله نظام إسلامي يتسم بالتطرف والعنف.
ونعت لبيد الاتفاق بأنه سيئ، موضحاً أنه سيوفر لإيران مئة مليار دولار سنوياً، وأشار إلى أن هذا المبلغ لن يُصرف على بناء مدارس أو مستشفيات، بل سيُستخدم لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وترويج الإرهاب في كل أنحاء العالم. وقال: "لن نسلّم بوضع تعيش فيه الدولة تحت تهديد نظام إسلامي متطرف وعنيف."
واستذكر لبيد أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية كان أكد هذا الأسبوع أن إيران لم تقدّم ما فيه الكفاية من أجوبة بشأن ملفات التحقيقات الجارية ضدها.
وأشار تقرير في قناة التلفزة الإسرائيلية 13 إلى أن طاقم قيادة الأمن القومي في إسرائيل عمل على محاولة تنسيق محادثة هاتفية للبيد مع الرئيس الأميركي جو بايدن من دون نتيجة تُذكر، وبرّر الجانب الأميركي إرجاء تلك المحادثة بخروج الرئيس إلى إجازة.
في سياق متصل، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس أن الهدف من زيارته إلى الولايات المتحدة التي تبدأ اليوم (الخميس)، هو نقل رسالة واضحة إلى الإدارة الأميركية، فحواها أن الاتفاق المتبلور مع إيران بشأن ملفها النووي في محادثات فيينا سيمسّ الأمن على الصعيدين العالمي والإقليمي.
ورأى غانتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أن هذا الاتفاق لن يعيد مقدرة طهران على امتلاك السلاح النووي سنوات إلى الوراء، ولن يفرض قيوداً عليها في المدى البعيد.
وأضاف وزير الدفاع أنه يجب إعادة المشروع الإيراني النووي إلى الخلف بصورة جذرية، كما يجب قطع التمويل الذي تقدمه طهران إلى وكلائها في منطقة الشرق الأوسط.
وشدد غانتس على أن إسرائيل ترى نفسها غير ملتزمة بهذا الاتفاق، وستستمر في تعزيز قوتها وإمكانياتها لتستطيع الدفاع عن نفسها في أي سيناريو محتمل.
هذا، وأُعلن أمس أن إيران تلقت الرد الأميركي على مسودة الاتفاق، وأن طهران ستراجع الملاحظات الواردة فيه كي تردّ عليها في أقرب فرصة ممكنة.