على الرغم من خطاب أولمرت التصعيدي ضد إيران فإن إسرائيل لا تملك القدرة على تدمير منشآتها النووية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • خطاب رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، في مؤتمر الجوالي اليهودية في لوس أنجلوس، أوضح أن إسرائيل ماضية في طريق التصادم مع إيران.... أمس حاول أولمرت أن يخفف قليلاً من حدّة ما قاله في هذا المؤتمر، وأسرّ للمراسلين في طائرته العائدة إلى إسرائيل بأن أقواله كان القصد منها "إثارة الرأي العام والحكومات في العالم". غير أن العالم نائم. وقد اتفق رئيس الولايات المتحدة، جورج بوش، مع أولمرت على وجوب إيقاف البرنامج النووي الإيراني، "لكن أميركا ملزمة بالحصول على دعم الأسرة الدولية، من أجل أن ننجح في إزالة هذا التهديد القاتل"، على حد قول رئيس الحكومة. والمشكلة هي أن الأسرة الدولية تسمع تهديدات الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، بالقضاء على إسرائيل، وتسمع تصريحاته بأن إيران ستحتفل قريباً "ببلوغ حقوقها النووية"، ولا تفعل شيئاً.
  • أولمرت صعّد اللهجة من دون أن يتشاور مع الطاقم المهني المكلف بالعمل على مواجهة التهديد الإيراني. فما الذي أدى إلى تغيير موقفه؟ بحسب تقدير مسؤولين حكوميين رفيعي المستوى، فإن ما دفع أولمرت إلى ذلك هو ضائقته السياسية في مواجهة قادة المعارضة، وحتى في مواجهة بعض أعضاء حكومته.
  • خبراء في الاستراتيجيا يشككون في قدرة إسرائيل على تدمير المنشآت النووية الإيرانية بواسطة قصف جوي مماثل لقصف المفاعل النووي العراقي في سنة 1981. ويشير هؤلاء إلى ثلاثة شروط مسبقة لعملية كهذه: 1. استخبارات دقيقة وحديثة بشأن مواقع الأهداف، التي جرى إخفاء قسم منها عميقاً في باطن الأرض وفي خنادق حصينة؛ 2. تسلح مناسب يضمن تدمير الأهداف بصورة أكيدة تماماً؛ 3. تنسيق سياسي مع الأميركيين. ففي الطريق من إسرائيل إلى إيران هناك قوات كبيرة تابعة للجيش الأميركي في العراق والسعودية، ويمكن أن يتعرض الأميركيون للأذى جراء ردة فعل إيرانية، تماماً كما يمكن أن تتعرض إسرائيل لذلك في حالة هجوم أميركي على إيران. ولذا فلا توجد إمكانية لهجوم إسرائيلي مستقل من غير إذن مسبق من رئيس الولايات المتحدة. فهل حصل أولمرت على موافقة كهذه، ولذا خرج راضياً جداً عن زيارته للبيت الأبيض؟
  • التحدي الذي أخذه أولمرت على عاتقه ليس بسيطاً. وكلما ضاعف تحذيراته أصبح من الصعب عليه النزول عن الشجرة مستقبلاً، وأن يقنع الجمهور الواسع بأن في الإمكان التعايش مع قنبلة نووية إيرانية. ولذا يمكن التقدير أن المواجهة آخذة في الاقتراب.