اغتيال الجميل رسالة إلى السنيورةٍ
تاريخ المقال
المصدر
- رغب الذين أرسلوا قتلة بيار الجميل في صيد شخصية من داخل الدائرة القريبة من رئيس الحكومة، فؤاد السنيورة، لكن ليس السنيورة نفسه. وقد كان الجميّل بمثابة "الإنذار القاسي" للسنيورة. وإذا لم يفهم رئيس الحكومة الرمز فستضطر العصابة القاتلة إلى الوصول إليه أيضاً. هذا هو القانون في حيّنا، الذي يسمونه الشرق الأوسط.
- على الرغم من ملاحظة وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، بشأن دموع السنيورة (أن يكف عن البكاء ويبدأ بالعمل) فإن هذا الأخير هو أكثر الزعماء إثارة للاهتمام في المنطقة في هذه الفترة. نعم هو، وليس نصر الله ولا إيهود أولمرت. إنه الشخصية الوحيدة التي من شأنها أن تأتي بالتغيير إلى لبنان حالياً، فقط إذا لم ينكسر أو يحد عن الطريق. فمنذ اندلاع المعركة، وطوال الأزمة السياسية التي ترتبت عليها، لم يرتكب أخطاء. ومعاً مع سعد الحريري، وبمساعدة فرنسية ـ سعودية، فقد فصّل كلاهما بدلة دولية للبنان اضطرت بدورها نصر الله إلى الموافقة على إرسال الجيش إلى جنوب لبنان وتعزيز قوات اليونيفيل بآلاف الجنود الأجانب. وهذا هو الإنجاز الأكثر أهمية لحكومة إسرائيل في هذه المعركة حتى الآن.
- منذ الحرب أصبح نصر الله والسنيورة خصمين سياسيين. النقطة الوحيدة التي اتفقا عليها تتعلق بالمسألة الإسرائيلية. فكلاهما يرفض أي اتفاق سلام مع إسرائيل. لكن في حين أن السنيورة مستعد لأن يتحدث في المستقبل عن السلام، فإن نصر الله سيعيش بسلام فقط إذا كفّت إسرائيل عن الوجود. والعلاقات بين هذين القطبين ستصوغ السياسة في لبنان في غضون السنة المقبلة.