المفاوضات مع سورية لن تقوّض الحلف بين إيران وسورية وحزب الله
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • إن القاسم المشترك بين الزعماء الثلاثة الضالعين في تجديد محادثات السلام بين إسرائيل وسورية هو كونهم خاضعين لتحقيقات من شأنها أن تضع حداً لحياتهم السياسية. غير أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، مشتبه به في مخالفات بسيطة مقارنة بشريكيه في الخطوة السياسية الدراماتيكية، التي أُعلنت أمس. فالرئيس السوري، بشار الأسد، مشتبه في أن له علاقة باغتيال [رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق] رفيق الحريري، بينما يواجه رئيس الحكومة التركية، رجب طيب أردوغان، شكوى في المحكمة العليا في أنقرة تتهم حزبه بمخالفة الدستور، وتطالب بحله.
  • لا شك في أن أي اختراق سياسي تاريخي بين إسرائيل وسورية سيخفف الضغط على الزعماء الثلاثة، غير أنه من الخطأ أن ننظر إلى تجدد المفاوضات الإسرائيلية ـ السورية، بعد أكثر من ثمانية أعوام كانت خلالها مجمدة، باعتباره حلاً لمشكلات أولمرت والأسد وأردوغان الشخصية فقط. هناك مصالح استراتيجية ذات وزن كبير تدفع إسرائيل وسورية بعضهما في اتجاه بعض.
  • إن إسرائيل، التي تواجه "تحالف الصواريخ" المؤلف من إيران وسورية وحزب الله و"حماس"، تبحث عن طريق لتقويض هذا التحالف. وفي غضون الأشهر القليلة المقبلة ستقرر إسرائيل ما إذا كانت ستقصف المنشآت النووية الإيرانية وتجتاح قطاع غزة، ومن الأفضل لها أن تكون سورية على الحياد. كما أن توجه سورية نحو طريق السلام سيؤثر في "حماس" باتجاه التوقف عن إطلاق النار في الجنوب، ويزيل السند الاستراتيجي لحزب الله.
  • هناك مصالح للسوريين أيضاً، فهم يرغبون في السيطرة على لبنان مرة أخرى، من خلال استغلال المكانة الدولية المتداعية لإدارة بوش. وهم يفضلون أن تقف إسرائيل على الحياد، وأن تحول دون تدخل ممكن للولايات المتحدة من أجل إنقاذ حكومة فؤاد السنيورة.
  • لقد أثبت أولمرت والأسد، في الماضي، أنهما على استعداد لمجازفات بعيدة المدى، غير أن العقبات والقيود السياسية كثيرة ومعقدة، وتجعل عملية التوصل إلى اتفاق صعبة للغاية.