المفاوضات مع سورية حقيقية وجادة لكنها قد تنهار في أي لحظة
تاريخ المقال
المصدر
- إن المفاوضات مع السوريين حقيقية وجادة، ولا تبدأ من نقطة الصفر. لقد سبق أن وافقت إسرائيل على الانسحاب إلى حدود 4 حزيران/يونيو 1967 في إطار اتفاق سلام، كما سبق أن وافق السوريون، من ناحية مبدئية، على تليين تفسيرهم تلك الحدود التي لم يتم تحديدها في أي خريطة بتاتاً.
- إن إسرائيل وسورية موجودتان الآن في خضم مرحلة تحديد جدول أعمال المفاوضات. ومن أجل البدء بالمرحلة الكاملة من المفاوضات المباشرة يجب أن يكون للأميركيين دور فيها، فهذا شرط سوري حاسم. غير أنهم لن يشاركوا في طاولة المفاوضات إلاّ في آذار/ مارس المقبل، بعد انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة.
- بحسب مصادر مسؤولة في إسرائيل، لو يوافق الأميركيون على دفع هذه المفاوضات قدماً، فسيكون في الإمكان التوصل إلى اتفاق في غضون شهرين. ومع ذلك، فإن الرئيس بوش يعلم بأمر المفاوضات، وهو موافق عليها. إن ما تبقّى هو أن يتفق الطرفان على النقطة التي ستصل إليها.
- إن هيئات البحث الاستخبارية الإسرائيلية كلها، وعلى رأسها شعبة الاستخبارات العسكرية، على قناعة منذ بضعة أشهر بأن [الرئيس السوري] بشار الأسد مستعد للتوصل إلى سلام مع إسرائيل. وقد حدث التغيير الدراماتيكي في موقف إسرائيل قبل نحو ثلاثة أسابيع، عندما قالت للسوريين إنها على استعداد للانسحاب من هضبة الجولان.
- لقد خاض رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، حرب لبنان الثانية ومعه عمير بيرتس وزيراً للدفاع، غير أنه يمضي إلى اتفاق مع سورية ومعه إيهود باراك، الذي يدفع اتفاقاً كهذا إلى الأمام. ولعلهما لم يضعا وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، في تفصيلات الصورة الكاملة، غير أنهما فعلا ذلك مع [الرئيس المصري] حسني مبارك.
يمكن أن ينهار كل شيء في لمح البصر، إذا ما وقعت عملية تفجيرية كبيرة في إسرائيل، أو حدثت مواجهة مع إيران، أو أقدمت إسرائيل على عملية واسعة ضد غزة. لكن عندما تجري محادثات يصبح من الصعب على السوريين أن يشجعوا الإرهاب، وهذا بحد ذاته أمر مهم.