تخليص سورية من إيران هو الاعتبار الأول لعودة الاتصالات معها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

  • من المحتمل أن تكون الشراكة الاستراتيجية بين سورية وإيران أقل متانة مما تصفها به مؤسسة الاستخبارات الإسرائيلية عادة. إن الإثبات على ذلك هو أن طهران تبدو، للمرة الثانية خلال عام واحد، كأنها فوجئت بما كُشف عن مخططات سورية. ففي شهر أيلول/ سبتمبر 2007، وفي إثر غارة سلاح الجو الإسرائيلي التي دمرت مفاعلاً نووياً في شمال سورية، اتضح أن إيران لم تساهم في هذا المشروع السري للرئيس بشار الأسد مع الكوريين الشماليين، بحسب ما نُشر في وسائل الإعلام الأجنبية. كما أن ردة الفعل الرسمية في طهران، في نهاية الأسبوع الفائت، على البيان الإسرائيلي ـ السوري المشترك بشأن بدء مفاوضات سلمية بين الدولتين، تُبيّن أن الإيرانيين لم يكونوا، مرة أخرى، على علم بما يخطط الأسد له.
  • إن تخليص سورية من عناق الدب الإيراني هو أحد الاعتبارات المركزية التي تقف وراء اختيار إسرائيل تجديد المفاوضات السياسية معها. إن النظرة [الإسرائيلية] العامة إلى سورية هي أنها شريكة مركزية لإيران، وإخراجها من هذا المعسكر يمكن أن يضعفها بصورة كبيرة، إلى درجة إلحاق الضرر بأداء المنظمات "الإرهابية" الخاضعة للإيرانيين، مثل حزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وبدرجة أقل حركة "حماس".
  • إن هذه الخطوة مفيدة بصورة خاصة، في ضوء التقديرات القائلة إن الولايات المتحدة قد تدرس، من جديد، مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، في أعقاب نهاية ولاية إدارة بوش. وفي حالة حدوث تغيير من هذا القبيل، هناك أهمية كبيرة لإعادة ترتيب اصطفاف القوى في هذه المواجهة.
  • من الصعب رؤية سورية، في المرحلة الأولية من الاتصالات بإسرائيل، تسارع إلى قطع صلتها بإيران، إذ إن هذه الصلة هي رصيد لا يتم التنازل عنه من دون مقابل كبير، علاوة على أن للإيرانيين دوراً مهماً في ساحة حرجة بالنسبة إلى الأسد، هي لبنان. وبحسب تقويمات شعبة الاستخبارات العسكرية، فإن الحفاظ على النفوذ السوري في لبنان مهم للأسد أكثر من استعادة هضبة الجولان، ومن الصعب الاستمرار في ذلك من دون إيران وحزب الله.