يجب عدم تفويت الفرصة للتوصل إلى اتفاق مع سورية كما جرى في عام 2000
تاريخ المقال
المصدر
- في كانون الثاني/يناير 2000 جرت المفاوضات الأكثر أهمية بين إسرائيل وسورية، وقد شارك فيها [الرئيس الأميركي السابق] بيل كلينتون و[رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق] إيهود باراك و[وزير الخارجية السورية السابق] فاروق الشرع، الذين عقدوا مع طواقمهم اجتماعات مغلقة في بلدة شيبردزتاون الأميركية، اتفقوا خلالها على سلسلة طويلة من الموضوعات بين الدولتين. وكان واضحاً للطرفين أنهما حققا اختراقاً يتيح توقيع اتفاق في غضون أيام معدودة.
- غير أن استطلاعاً للرأي العام أُجري آنذاك بناء على طلب من باراك، أظهر أن معظم الجمهور الإسرائيلي غير مستعد للانسحاب من الجولان. وقد حذره مستشاروه السياسيون في ذلك الوقت من مغبة الإقدام على ذلك، ولذا لم يتم توقيع اتفاق، وانتهى اللقاء التاريخي بتعهد الطرفين بأن يلتقيا مرة أخرى، لكن ذلك لم يحدث.
- إن الإسرائيليين الذين اشتركوا في المفاوضات السابقة [مع سورية] يدركون أن تلك المفاوضات أنجزت، عملياً، كل شيء. فالحدود بين الطرفين ستكون خطوط حزيران/ يونيو 1967، وسيتركز الجهد الأساسي في رسمها، لأنها لا تظهر في أي خريطة. كما أن هضبة الجولان ستكون مجردة من السلاح، في حين أن الجليل لن يكون مجرداً من السلاح بالقدر نفسه. وسيجري تفكيك المستوطنات [الإسرائيلية] في الجولان. ويمكن أن يستغرق تطبيق الاتفاق بضعة أعوام، إذا ما كانت إسرائيل راغبة في ذلك.
- إن السر الأكبر هو أنه ليس هناك حاجة، من الناحية العملية، إلى مفاوضات [بين إسرائيل وسورية]، وإنما هناك حاجة إلى فتح ملف المفاوضات في شيبردزتاون، وإلى جرأة سياسية. وأنا على قناعة بأن ما حدث بالنسبة إلى سيناء، التي عارض 70% [من الجمهور الإسرائيلي] الانسحاب منها قبل اتفاق كامب ديفيد، ثم أيّدوه بعد الاتفاق، سيحدث بالنسبة إلى هضبة الجولان، إذا ما جرى توقيع اتفاق سلام مع سورية.
- كان في إمكاننا أن نوقع اتفاق سلام مع سورية قبل بضعة أعوام، فتفويت هذه الفرصة ترتب عليه اضطرارنا إلى الانسحاب من لبنان من دون اتفاق، كما كان في الإمكان أن تكون صورة الشرق الأوسط مغايرة تماماً لولا الخطأ الذي ارتكبه باراك. وأنا آمل بأن يكون هذا الأخير الآن أحد الأشخاص الذين يدفعون اتفاقاً كهذا إلى الأمام.