الاحتجاجات انتصرت. الآن تقع عليها المسؤولية: بألّا تكرر أخطاء الحكومة
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

  • المتظاهرون في الطرقات أوقفوا ما اعتقدوا أنه "نهاية الديمقراطية"، ولكن يوجد معسكر كامل يشعر بأن وقف المسار التشريعي هو "نهاية الديمقراطية". يتم التعامل مع التنازل عن الإصلاحات القضائية في أوساط كبيرة داخل اليمين، على أنه خضوع للابتزاز الذي قام به الذين رفضوا الالتزام بالخدمة العسكرية، والاقتصاديون. وفي إسرائيل، ليست كل الأصوات متساوية، فأصوات الطيارين أهم من أصوات أبناء المناطق المهمشة؛ وأموال قطاع التكنولوجيا العالية الدقة، قادرة على صوغ السياسات أكثر من أصوات عامة الشعب.
  • صحيح، هناك فرق بين استغلال الأغلبية الشرعية من أجل تنفيذ سياسات لإدارة الحياة اليومية، وبين استغلال أغلبية طارئة بهدف تغيير نظام الحكم وقواعد اللعبة، خلال اللعبة. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يجب التذكير بما يفكر فيه الطرف الآخر: كثُر ممن يدعمون الإصلاحات، لديهم قناعة يشدد عليها جزء من قيادات الاحتجاجات، بأن الصراع ليس على بنود الإصلاحات، بل على نتيجة الانتخابات التي فاز اليمين فيها بشكل واضح. من جانبهم، بين قيادات الاحتجاجات، هناك مَن هو غير معنيّ بالوصول إلى اتفاق واسع بشأن تغيير النظام القضائي، إنما هدفهم الأساسي هو تغيير الحكومة.
  • كوني من الذين يدعمون جزءاً غير بسيط من المبادئ الواردة في الإصلاحات، وأختلف على طريقة القيام بها وعدم وجود كوابح فيها، أعتقد أن وقف المسار التشريعي كان مطلوباً منذ وقت - من أجل الحوار والتوافق، والتفكير من جديد. لكن الرفض المطلق لأي تغييرات في النظام القضائي، سيؤدي إلى أزمة اجتماعية حادة. الفجوة وعدم وجود حوار بين المعسكرين خلقا واقعاً، حيث في أوساط اليمين لا يعرفون عمق الخوف الموجود لدى معارضي الإصلاحات؛ وفي الوقت نفسه، لا يعرف المحتجون حجم الإحباط في أوساط اليمين. هذا الإحباط الذي يستند أيضاً إلى صدمات الماضي، من "أوسلو"، وصولاً إلى "فك الارتباط". يضاف إلى هذا الإحباط الآن أزمة الثقة الحادة بالممارسة الديمقراطية بحد ذاتها، والقدرة على القيام بتغييرات في الدولة من خلال صندوق الاقتراع.
  • ارتكب الائتلاف خلال الأشهر الثلاثة من ولايته أخطاء كثيرة. أبرزها كان سكرة القوة، والاستعلاء، والاستهزاء بمخاوف الطرف الخاسر، وتأكيد دهسه. هذا انقلب على الحكومة. لذلك، يجب تقديم نصيحة إلى معسكر الاحتجاجات الذي يسجل الآن إنجازاً مهماً: احذروا سكرة القوة، لا تذلّوا الطرف الآخر، لا تكرروا الخطأ نفسه.

 

الكلمات المفتاحية