لقد تحول من بنيامين نتنياهو إلى يائير نتنياهو
تاريخ المقال
المصدر
يديعوت أحرونوت
–
الموقع الالكتروني
- "أنت مطرود"، هكذا صرخ ترامب خلال البرنامج التلفزيوني الذي حوّله إلى نجم. اختاره الأميركيون ليكون رئيساً لهم، واتضح بعدها أن الشيء الوحيد الذي يعرف كيف يقوم به هو الإقالة. كان يقيل بصورة مستمرة، ومن دون توقف؛ أقال وزراء دفاع، ووزراء خارجية، ورؤساء طواقم، ومستشارين للأمن القومي. لم يبقَ إلى جانبه في النهاية إلّا زوجته وأولاده، وبعض المماسح الذين يطأطئون الرؤوس بنعم. الدولة ليست برنامجاً تلفزيونياً، بل يمكن الدفع بها قدماً فقط عبر الصبر، والإصغاء، والتضامن الأساسي. الحزب الحاكم لا يمكن أن يدار بحسب قوانين طائفة متطرفة. إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت أول أمس الأحد، تثبت أن رئيس الحكومة لم يعد معنا. لقد تحول من بنيامين نتنياهو إلى يائير نتنياهو: التفاحة لا تسقط بعيداً عن الشجرة.
- بعد قليل، سيعلن نتنياهو أن كل مَن يبدأ اسمه بحرف الـ"غ" ستتم إقالته. غالي بهراف - ميارة، المستشارة القضائية للحكومة، ستكون أول مَن تتم إقالته؛ الثانية ستكون الوزيرة غيلا غمليئيل؛ ومَن بعدهما؟ غلعاد أردان؟ بني غانتس؟ دافيد غروسمان؟ من الصعب التوقف بعد البدء.
- لماذا أُقيل غالانت؟ لأنه حذّر نتنياهو من أن استمرار الهجوم على قوانين الدولة يُلحق الضرر بالجيش كثيراً. بعد أن تجاهله نتنياهو، حوّل التحذير إلى علني، ولمّح إلى أنه لن يصوّت لدعم القانون بالقراءتين الثانية والثالثة. ويجب التذكير بأن: الانقلاب في لجنة تعيين القضاة وصل إلى الكنيست كمقترح قانون خاص، ولم يكن حكومياً. الوزراء غير مُلزمين بدعمه. هذا بالإضافة إلى أن غالانت أعلن أنه يدعم ما تسمّيه الحكومة إصلاحات. الخطوة الأحادية الجانب والأضرار التي تؤدي إليها، هي فقط ما يقلقه. كل ما طلبه كان التأجيل.
- وعلى الرغم من ذلك، فإن نتنياهو قام بإقالته. لماذا؟ لأنه قادر على ذلك. الإقالة هي المثال الأفضل للاستعمال السيئ للقوة النظامية، ومؤشر إلى المستقبل. نتنياهو وصل إلى نقطة اقتنع فيها بأنه فوق القانون، وحتى أنه فوق القوانين التي صوّت لمصلحتها سابقاً. غالانت قال يوم السبت مساءً إن استمرار المسار التشريعي الأحادي الجانب يؤدي إلى "خطر واضح، وفوري ومحسوس" على أمن الدولة. أنا خائف من أننا وصلنا أول أمس إلى المرحلة التالية: نتنياهو هو الخطر الواضح والفوري والمحسوس على أمن الدولة.
- يبدو أن البديل الطبيعي من غالانت هو بتسلئيل سموتريتش: يقاتل على المنصب، ولديه صفة وصلاحيات وزير في وزارة الدفاع، يملك مكتباً هناك أيضاً، ويوم الخميس، يركض فيه بعض شبيبة التلال. وعلى افتراض أن هذه ليست الخطة، فإن المرشح المطلوب هو آفي ديختر: كان وزيراً للأمن الداخلي ورئيساً للجنة الخارجية والأمن؛ هو لطيف مع الناس؛ عيونه زرقاء، والأهم أنه بعد أن تبنّى إعلان غالانت، أكد أنه سيصوت مع قانون السيطرة على تركيبة القضاة في المحكمة العليا.
- تعيين ديختر سيسيء إلى سمعة الانتهازية. عندما توجه أصدقاء ديختر من الجيش إليه بسؤال: لماذا يلتزم الصمت، ردّ قائلاً: أريد أن أصبح رئيساً للحكومة. يبدو أنه لا يفهم أنه حتى لو عُيّن وزيراً للدفاع، فسيبقى في موقع شك- دائماً. ولكن ديختر ليس إلّا مقطعاً صغيراً من هذا الفيلم السيئ. إقالة غالانت توجه ضربة إضافية وصعبة جداً إلى الضباط في جيش الاحتياط والجيش النظامي. لا يهم مَن سيكون الممسحة من بين وزراء "الليكود"، والذي سيقبل تولّي المنصب، سيكون مشكوكاً في أمره دائماً، وسيكون من الصعب عليه، أكثر من غالانت، إيقاف الموجة التي تجتاح الجيش.
- لا يجب أن يكون المرء متفاجئاً بأن أعداداً كبيرة من الإسرائيليين خرجت لإغلاق طريق "أيالون" وطرق إضافية، بعد إعلان الإقالة، والسيارات بدأت تطلق أبواقها في الطرق. هذا كان الرد الأول. نتنياهو يدفع بالإسرائيليين إلى مواجهة داخلية لم نشهد لها مثيلاً منذ 75 عاماً على إقامة الدولة. هناك ميل إلى الهدم لا يمكن السيطرة عليه، ولا يوجد مَن يكبحه.