رسالة بايدن إلى إسرائيل يمكن أن تقوّي إيران
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

  • في الوقت الذي تسمح سياسة بايدن في الشرق الأوسط لإيران بالاستمرار في تعاظُم قوتها، وتدفع بدول الخليج إلى دقّ أبواب النظام في طهران، يختار الرئيس بايدن نقل رسالة علنية تُضعف شريكته الأساسية في صراعه مع نظام آيات الله.
  • حتى لو لم يكن بايدن يقصد ذلك، فهذه هي النتيجة المتوقعة، في ضوء الوزن الذي يعطيه للعلاقات الخاصة بين واشنطن والقدس، وفي تقدير قوة إسرائيل. التحسين السريع للعلاقات وتعديل الانطباع الناشىء هما قبل كل شيء مصلحة إسرائيلية، لكن يجب أن يكون للبيت الأبيض أيضاً مصلحة واضحة في ذلك.
  • الرسالة غير الودية التي اختار الرئيس بايدن إرسالها إلى نتنياهو بصورة علنية، وصلت إلى القدس بعد انتهاء الجلسة الأولى بين الأطراف، في إطار المحادثات لبلورة اتفاق بشأن التعديلات في المنظومة القضائية. وجاء في البيان الصادر عن مكتب هرتسوغ أن الاجتماع جرى في أجواء جيدة، ومن المتوقع أن تستمر المحادثات اليوم وغداً.
  • على هذه الخلفية، ليس واضحاً لماذا اختار بايدن هذا التوقيت تحديداً لإطلاق سهام نقده والوقوف موقفاً معارضاً لنتنياهو، بدلاً من تقديم الدعم لقراره السعي لاتفاق.
  • لكلام بايدن أهمية في الصراع السياسي الداخلي في إسرائيل، والهدف منه، على ما يبدو، التأثير في هذا المجال، لكن لهذا الكلام أيضاً تداعيات على مكانة إسرائيل الإقليمية، وكنا نتوقع في هذا الشأن حساسية أكبر من جانب البيت الأبيض.
  • وسواء أكان لذلك علاقة، أم لا، حسناً يفعل المستوى المهني في واشنطن لو يفحص بصورة نقدية مدى تأثير هذه السياسة في العمليات السلبية الدراماتيكية التي تحدث اليوم في الشرق الأوسط. هو سيجد أن انجراف السعودية نحو الصين وروسيا هو نتيجة هذه السياسة، وهو أيضاً نتيجة الموقف الذي يتجاهل أهمية "الكرامة الوطنية"، الذي يُعتبر في الشرق الأوسط تعجرفاً وتكبّراً. كما سيجد أن الموقف الأميركي غير المبالي إزاء محنة مَن يُعتَبرون حلفاء للولايات المتحدة هو الذي أرسل هؤلاء للبحث عن دعم آخر وتوقيع اتفاقات مع "الأفعى" الفارسية.
  • لا يمكن بأي صورة من الصور تشبيه العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل بأيّ علاقات بينها وبين دول أُخرى. إن أساس العلاقات الخاصة بيننا هو القيم المشتركة: الالتزام بقيم الديمقراطية، والحرية والعدالة والسلام، قيَم مغروسة عميقاً في تراث وثقافة الشعبين، وتحتل مكانة مركزية في رؤياهما.
  • إن الشراكة الشجاعة بين الدول لا علاقة لها بهوية الزعماء، أو بنظرتهم السياسية، وهي تأتي فوق كل الخلافات. وهذه الشراكة هي التي تفتح باباً ضيقاً لتدخُّل ودّي متبادل في موضوعات خارجية، مع المحافظة على الحدود الدقيقة لمثل هذا التدخل.
  • في كل الأحوال، لإسرائيل والولايات المتحدة مصلحة واضحة في التوصل إلى إصلاح سريع للعلاقات وتغيير الانطباع الذي نشأ. إن المستفيد الأكبر من الشجار الحالي هو إيران، التي تواصل الجري نحو أهدافها في المجال النووي من دون عراقيل، وفي الوقت عينه، تشغّل آلة "الإرهاب" في المنطقة وخارجها. في مواجهة هذا التحدي، المطلوب منا جميعاً في إسرائيل وفي الولايات المتحدة الوقوف متّحدين لأننا معاً أقوى – Stronger together.