تقرير: منظمة العفو الدولية تتهم إسرائيل باستخدام أنظمة للتعرف إلى الوجوه لترسيخ نظام الأبارتهايد في المناطق المحتلة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

كشف تقرير نشرته هذا المساء منظمة العدل الدولية أمنستي عن تركيب نظام متطور للتعرف على الوجوه على المعابر في الخليل. وبحسب تقرير المنظمة، فإن نظام "ذئب أحمر" الذي يقوم بمسح وجوه الفلسطينيين من دون علمهم يحتفظ بصورة تلقائية بالمعلومات البيومترية الخاصة بهم من دون أن يعرفوا ذلك.

ودعا التقرير، الذي عنوانه "أتمتة الأبارتهايد"، الدول إلى تنظيم الشركات العاملة لديها ومنعها من تزويد إسرائيل بتكنولوجيا رصد ورقابة. وجاء في التقرير: "تستخدم السلطات الإسرائيلية تكنولوجيا التعرف إلى الوجوه لترسيخ نظام فصل عنصري في المناطق المحتلة." ودعت المنظمة إلى وقف بيعهم إسرائيلَ السلاح والعتاد الأمني.

ووفقاً للتقرير، فإنه عندما يعبر الفلسطيني المعابر التي تم تركيب هذا النظام فيها، فسيجري مسح وجهه من دون علمه وتجري المقارنة بالمعلومات الموجودة في قواعد البيانات المخصصة للفلسطينيين، ويتم التعرف إلى الوجوه غير المعروفة وحفظها تلقائياً في النظام. ولن يُسمح لأي شخص بالمرور على المعبر إذا لم يظهر في النظام، كذلك لن يُسمح له بالعبور في حال كان مطلوباً للتحقيق أو الاعتقال.

وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن هناك أدلة قوية تشير إلى أن نظام "ذئب أحمر" له علاقة بنظامَي تعقبٍ آخرين، جرى نشر تفصيلات عنهما في الماضي، وهما "قطيع ذئاب" و"ذئب أزرق". والبرنامج الأول هو مخزن معلومات عن الفلسطينيين في المناطق، أمّا نظام "ذئب أزرق"، فهو تطبيق يوضع على الهواتف الخليوية للفلسطينيين، ويُستخدم لتجميع المعلومات منها.

ولقد عالج جزء آخر من التقرير استخدام آلات التصوير للمراقبة في القدس الشرقية. وبحسب المنظمة، ازداد عدد آلات التصوير والمراقبة الموضوعة في حي الشيخ جراح بصورة كبيرة بعد أيار/مايو 2021، أي بعد عملية "حارس الأسوار".

وصرّحت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار: "تستخدم السلطات الإسرائيلية أدوات مراقبة متطورة من أجل تعزيز نظام الأبارتهايد، وأتمتة [Automatiser] نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين. لقد وثّقنا في منطقة H2 في الخليل كيف يفرض نظام جديد للتعرف على الوجوه يحمل اسم "ذئب أحمر" قيوداً جهنمية على تنقل الفلسطينيين؛ من خلال استخدام معطيات بيومترية جُمعت بصورة غير شرعية لفرض قيود على تنقل الفلسطينيين في شتّى أنحاء المدينة والسيطرة عليهم."

رداً على ذلك، صرّح الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن "الجيش يعمل لضمان الأمن والنظام في منطقة الضفة الغربية، وينفّذ عمليات أمنية واستخباراتية مطلوبة في إطار محاربة "الإرهاب"، وذلك من أجل تقليص الضرر الذي يمكن أن يؤذي نسيج حياة السكان الفلسطينيين. ومن الطبيعي أنه لا يمكننا التطرّق إلى القدرات العملانية والاستخباراتية المستخدمة في هذا الإطار."

وجاء في كلام لمنظمة "لنكسر الصمت" [منظمة تعارض الخدمة العسكرية في المناطق المحتلة]: "تعوّدنا على الاعتقاد أن الاحتلال هو عبارة عن حواجز واعتقالات واقتحام منازل، لكن من المهم أن نفهم أن آليات السيطرة والقمع أصبحت أكثر ذكاء وخفاء مع تعمق الاحتلال وترسيخه. في السنوات الأخيرة، يقدّم كثير من الجنود إلينا شهاداتهم بشأن الازدياد المستمر في استخدام الجيش تكنولوجيا "التحكّم الشفاف"، كنظام التعرف على الوجوه البيومتري وتقنيات تعقّب اقتحامية أُخرى. وليس في إمكان الفلسطينيين في المناطق رفض هذه الوسائل الاقتحامية، ولا يعرفون سبب استخدام المعلومات التي جُمِّعت عنهم، وليس لديهم جهة يمكنهم اللجوء إليها في حال حدوث خطأ في عملية التعرف إلى الوجوه."