تقرير: في إطار "يوم المساواة" أمس، ينظّم المحتجون على الخطة الحكومية الرامية إلى إضعاف الجهاز القضائي عدة نشاطات عصيان مدني
المصدر

نظّم المحتجون على الخطة الحكومية للإصلاح القضائي-التي يعتبرون أنها ترمي إلى إضعاف الجهاز القضائي-عدة نشاطات عصيان مدني في إطار "يوم المساواة" الذي أُقيم أمس (الخميس)، وشملت هذه النشاطات شتى أنحاء إسرائيل، بما في ذلك تظاهرات أمام منازل وزراء بارزين في الحكومة ومكاتب مؤسسات دينية حكومية.

وتم استخدام عدة وسائل لإثارة الحجج المتعددة ضد الخطة الحكومية؛ فقد تضمّنت الاحتجاجات تصوير وزراء الحكومة بأنهم أطفال، ووضع دمى ملطّخة بالدماء تمثِّل قتلى إسرائيليين، وقيام متظاهرات بارتداء زي الجواري للتشديد على قضية انتهاك حقوق المرأة، وإجراء طقوس زواج مدني خارج حاخامية تل أبيب.

وتم إغلاق طُرُق رئيسية أمام حركة المرور، بما في ذلك طريق أيالون السريع في تل أبيب، بالإضافة إلى تقاطعات طرق رئيسية في مختلف الأنحاء الأُخرى في إسرائيل.

وفي مستوطنة كريات أربع، بالقرب من الخليل، تم وضع دمى تمثّل جثثاً خارج منزل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إذ اتّهم المتظاهرون الوزير بالفشل في محاربة موجة جرائم القتل في الوسط العربي. وخاطب أحد قادة مجموعة "إخوة في السلاح"، التي تمثّل جنود احتياط في الجيش الإسرائيلي يعارضون خطة الإصلاح القضائي، بن غفير قائلاً: "أنت تمثّل كل ما هو خطأ في الحكومة الحالية، أنت صِفْر في السلطة، وصِفْر في المسؤولية، وصِفْر في القدرة." وأضاف: "نحن، جيش الشعب، لن نتوقف حتى نضمن دولة يهودية وديمقراطية قائمة على المساواة، والمشاركة بالتساوي في خدمة الدولة بأكملها في دفع الضرائب وفي الأمن. الأمر لا يتعلق باليسار واليمين، بل بالصواب والخطأ."

وأُقيمت مراسم صلاة صباحية أمام منزل وزير المال والوزير في وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش في مستوطنة كدوميم في الضفة الغربية، وأغلق المحتجون مخرج منزله.

وفي بني براك [وسط إسرائيل]، تظاهر عشرات المحتجين من حركة "أخوة في السلاح" خارج منزل الحاخام غرشون إدلشتاين البالغ من العمر 100 عام، وهو شخصية حاخامية بارزة في مجتمع اليهود الحريديم [المتشددين دينياً]. ورفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "من دون التجنيد، لا توجد مصالحة"، في إشارة إلى مَطَالِبَ بإنهاء الإعفاءات الشاملة الممنوحة لطلبة المعاهد الدينية الحريدية من الخدمة العسكرية. وكُتب على لافتة أُخرى، "ينبغي أن يكون هناك تقسيم للعبء، إمّا من خلال الخدمة العسكرية، وإمّا من خلال الخدمة المدنية." وتنص الاتفاقات الائتلافية التي وقّعها حزب الليكود مع حزبَي يهدوت هتوراه وشاس لليهود الحريديم على تمرير تشريع يضفي طابعاً رسمياً على إعفاء شامل للشبان الحريديم، طلبة المعاهد الدينية، من الخدمة العسكرية قبل إقرار ميزانية الدولة، والتي يجب الموافقة عليها بحلول 29 أيار/مايو الحالي، إلاّ إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يسعى لتأجيل تمرير التشريع الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، وهو ما أثار غضب يهدوت هتوراه بصورة خاصة.

وفي تل أبيب، نظّمت حركة "احتجاج النساء"، مع ناشطات ارتدَين زي جَوارٍ، مسيرة انطلقت من حاخامية تل أبيب إلى محكمة الصلح في تل أبيب. كما سار طلبة وأساتذة من جامعة تل أبيب إلى مركز مدينة تل أبيب، وحملوا لافتات تصوّر الوزراء على هيئة أطفال احتجاجاً على ما وصفوها بأنها "حكومة روضة الأطفال"، في إشارة إلى المشاحنات العديدة التي يشهدها الائتلاف الحكومي في الوقت الحاضر. وقالت مجموعة "الاحتجاج الطلابي" في بيان صادر عنها إن الوزراء فقدوا السيطرة على البلد، وبينما هم يتشاجرون كالأطفال، الأسعار ترتفع وأمن إسرائيل يتراجع. وبدلاً من التعامل مع القضايا التي تواجه مواطني إسرائيل، يواصل الوزراء غير المسؤولين محاولتهم تنفيذ الانقلاب القضائي.

وقال مسؤولون في حركة الاحتجاج إن الحركة حريصة على منع تهدئة حماسة الاحتجاجات خوفاً من أن يستأنف الائتلاف الحكومي التشريعات في أي وقت.