تقرير خاص عن نشاط الجيش الإسرائيلي في الجيوب على الحدود مع لبنان
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

ضمن إطار عملية شاملة وواسعة لم نشهد مثلها منذ سنوات على الحدود اللبنانية، قامت هذا الأسبوع قوات مؤلفة من 3 كتائب من الاحتياط ومن اللواء 769 بتنفيذ عمليات شملت 3 جيوب وراء السياج الحدودي. ولقد خرقت القوات السياج الحدودي بالقرب من مستوطنة مسغاف عام والمطلة ونهر الحاصباني، وقامت بعمليات تمشيط ومسح للمنطقة وتحسين للجهوزية العملانية، وذلك لمواجهة حرب في منطقة تقع تحت السيادة الإسرائيلية، لكنها، لاعتبارات طوبوغرافية، ظلت وراء السياج.

وقبل دقائق من أن تصبح الساعة الخامسة صباحاً، ومع خيوط الشمس الأولى التي أضاءت خط السياج، التقينا المقدم في الاحتياط دورون مناحيم قائد الكتيبة 7106، وحوله قادة الفِرَق والسرايا. بالنسبة إلى كثير من هؤلاء الضباط، هذه هي المرة الأولى التي يدخلون فيها الجيب الذي يمر على سفحه النهر الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان. انتظرنا بضع دقائق حتى سمعنا في جهاز الاتصال أصوات قادة الكتائب عند مداخل الجيوب الإسرائيلية في نقطتين أُخريين وهم يقولون إنهم جاهزون لاجتياز السياج، حينئذ قام جنديان بقص السياج بمهارة، وعبرت القوة خلاله. وهذه العمليات تحظى بحماية كبيرة من قوات المدفعية والقوات المدرعة التي تمركزت في وقت مبكّر في أماكن مشرفة.

 هناك علاقة بين هذه العمليات والزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني إلى الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بعد اجتماعه مع زعيم حزب الله حسن نصر الله في بيروت. كما أن يوم الأربعاء الذي جرت فيه هذه العمليات الأمنية هو اليوم الذي زار فيه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سورية والتقى الرئيس بشار الأسد، في زيارة هي الأولى من نوعها يقوم بها رئيس إيراني إلى سورية منذ 12 عاماً.

شارك في عمليات كتائب الاحتياط قائد فرقة حيرام في لواء 769 العقيد سيفان بلوخ الذي قدّم خريطة بالتهديدات المستجدة. خلال الأسابيع السبعة الأخيرة، ومنذ تسلل "مخرب" من لبنان وتنفيذه الهجوم عند تقاطع مجيدو، وإطلاق قرابة 40 صاروخاً من جنوب لبنان على مستوطنات الجليل والجولان خلال عيد الفصح، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]، تعمل إسرائيل كأن الجيش الإسرائيلي يقف على حافة الحرب، ولقد تمركزت قوات كبيرة في المنطقة.

بعد نحو ساعة من السير في الجيب الذي يبلغ طوله 3 كيلومترات، بدأنا نرى مراكز المراقبة التابعة لحزب الله في الجانب اللبناني. وأشار العقيد بلوخ أمام مقاتليه من الاحتياط إلى المواقع والمراكز التي أقامها حزب الله في الأشهر الأخيرة على طول الحدود، والتي يبلغ عددها 30 موقعاً تقريباً. ومما قاله: "هذه المنطقة تتغير يومياً، فعلى سبيل المثال، هذا مبنى جديد أُقيم هنا في الأسابيع الأخيرة، ونوافذه موجّهة نحو إسرائيل. من الصعب تفسير وجوده في هذا المكان غير أنه موضوع في خدمة حزب الله."

يعتبر الجيش الإسرائيلي هذه العملية التي تجنّدت فيها ثلاث كتائب من الاحتياط رسالة موجّهة إلى حزب الله فحواها: " لسنا خائفين من الحرب، ونحن مستعدون لها. وعندما يتعلق الأمر بالدفاع عن أمن الدولة، يصبح الخلاف الداخلي غير ذي دلالة. وإذا فتح الجانب الآخر النار عليها، فسيخسر."