الاغتيالات في غزة لها علاقة بالسياسة الإسرائيلية
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- قبل أسبوع، توفي الأسير خضر عدنان بعد إضرابه عن الطعام لمدة 86 يوماً. ردّ الجهاد الإسلامي بقصف مدفعي وصاروخي على إسرائيل، بدورها، قامت إسرائيل بالرد على ذلك بهجوم مكثف. كل ذلك يتبع روتيناً ثابتاً وتلقائياً يُعرف باسم "جولة عنف"، تبدأ بحادث "استهلالي"، وتتواصل من خلال ردود متبادلة، وعموماً تتوقف بعدها.
- لكن هذه المرة، تعرّضت إسرائيل لانتقادات حادة عامة وسياسية لِما وُصف بأنه "ردّ رخو"، وسياسة "احتواء" مشينة، وبأنها ضيّعت الفرصة لتدمير "البنية التحتية للإرهاب". وفجأة، ظهرت الحكومة اليمينية المتشددة بائسة، من دون عضلات، وأكثر ضعفاً من حكومة "اليسار" التي سبقتها. الذي سارع إلى فهم الضرر الخطِر الذي لحِق بصورة الحكومة، هو الوزير إيتمار بن غفير الذي طالب، ليس فقط بالمشاركة في الاستشارات الأمنية التي لم يُدعَ إليها، بل بالعمل بصورة عنيفة لتدمير مصطلح "احتواء" المهين، وطالب بمهاجمة قادة التنظيمات "الإرهابية".
- لم يكتفِ بن غفير بالكلام الإنشائي والخطابات، بل قاطع جلسات الكنيست والحكومة، وبهذه الطريقة هدّد الائتلاف، وربما بسقوط الحكومة التي تقترب من موعد التصويت على الميزانية.
- تهديد بن غفير أوضح لرئيس الحكومة نتنياهو أن "الجولة" العسكرية تتطلب تصحيحاً. وبناءً على ذلك، طُلب من الجيش الإسرائيلي والشاباك تقديم اقتراحات للعمل، اتُّخذ في نهايتها قرار اغتيال ثلاثة قادة كبار في الجهاد الإسلامي. من حسن الحظ، لا يزال هناك قادة كبار في الجهاد الإسلامي. بعد آب/أغسطس العام الماضي، أعلن رئيس شعبة العمليات عوديد بسيوك أنه جرى القضاء على كل "القيادة الأمنية في الجهاد الإسلامي بعد عملية "بزوغ الفجر"، يمكن التقدير، من دون تردد، أنه سيجري قريباً تعيين قادة جدد لملء صفوف الجهاد، وهؤلاء سيشكلون أهدافاً للاغتيالات المقبلة.
- من المفيد أن نفحص كيف جرى تنفيذ هذه الاغتيالات التي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن عشرة أبرياء، بينهم 4 نساء و4 أطفال. ماذا جرى لمصطلح "اغتيال محدود" الذي كان يدل على قدرة عملانية لضرب الهدف بدقة خلال الهجوم. والأهم من ذلك، فحص عملية اتخاذ القرارات والذرائع التي جرى الاعتماد عليها. هذا النوع من الاغتيالات جرى تنفيذ العشرات منه، وهناك اختلاف في الآراء بشأن مدى مساهمة هذه الاغتيالات في تحقيق هدوء مستمر، أو تحسين الردع. يبقى الآن أن نأمل بأن فرضية العمل التي قُدمت إلى المستشارة القانونية للحكومة التي وافقت على العملية من دون دعوة المجلس الوزاري المصغر إلى الاجتماع، والتي تقول إنه ليس من المتوقع نشوب حرب بعدها، تستند إلى أسس ثابتة.
- على الرغم من زوال التهديد الذي كان يشكله بن غفير على الحكومة نأمل ألّا ينجرّ نتنياهو إلى عملية طويلة، على أمل قمع الاحتجاج ضده وترميم وضعه السياسي.