أثنى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على نجاح عملية "درع وسهم" العسكرية التي شنّها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة واستمرت 5 أيام، وقال إنها أحدثت تغييراً كبيراً في قطاع غزة، إلى جانب إضعاف قيادة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطيني.
وأضاف نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد): "لقد غيّرنا المعادلة على الأرض بنسف القيادة العليا للجهاد الإسلامي برمتها. إنه عمل جيد للغاية."
يُذكر أن إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي اتفقتا أول أمس (السبت) على وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ عند الساعة 11:00 من مساء ذلك اليوم. وتم التوصل إلى الاتفاق بوساطة مصرية مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الذي أعرب عن امتنانه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على جهوده.
وخلال العملية العسكرية التي استمرت 5 أيام، كثّف الجيش الإسرائيلي عمليات التصفية المستهدفة لصفوف قيادة الجهاد الإسلامي، وهو ما أسفر عن مقتل 6 من قادته، وقام باستهداف مواقع عسكرية ومخازن أسلحة.
من جانبها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أنها خاضت حرب استنزاف، وأطلقت ما يقرب من 1500 صاروخ، سقط منها نحو 1000 صاروخ فوق الأراضي الإسرائيلية.
وإجمالاً، أدت العملية العسكرية إلى سقوط قتيلين في الأراضي الإسرائيلية، هما مسنّة إسرائيلية فجّر صاروخ منزلها في رحوفوت [وسط إسرائيل] وعامل فلسطيني كان يعمل في مزرعة إسرائيلية بالقرب من منطقة الحدود مع القطاع. كما أدت إلى سقوط 33 قتيلاً فلسطينياً في قطاع غزة وإصابة عشرات آخرين بجروح.
وأعلنت مصادر فلسطينية ومصرية متطابقة أن إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية القاهرة. وقال مسؤول أمني مصري مطّلع إنه تم التوصل إلى اتفاق ينص على أنه بناءً على موافقة الطرفين، تعلن مصر وقف إطلاق النار بين الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، في تمام الساعة العاشرة من مساء يوم السبت 13 أيار/مايو 2023.
وأضاف أنه بناءً على ذلك، يتم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، الذي يشمل وقف استهداف المدنيين وهدم المنازل، وأيضاً وقف استهداف الأفراد، وذلك فور البدء بتنفيذ الاتفاق، وتحثّ مصر الطرفين على تطبيقه، وتعمل على متابعة ذلك بالتواصل معهما.
وأكد رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي لوكالة فرانس برس للأنباء موافقة الطرفين على الإعلان المصري لوقف إطلاق النار، وأوضح أن الاتفاق يشمل وقف استهداف الناشطين، وأن إسرائيل أقرّت بأشياء لم تكن تقرّ بها مسبقاً.
وقال بيان صادر عن ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية إن إسرائيل تشكر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتعرب عن تقديرها لجهود مصر النشطة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار. وأضاف أن ردّ إسرائيل على المبادرة المصرية يعني أن الهدوء سيُقابَل بالهدوء، وإذا ما تعرضت إسرائيل للهجوم أو التهديد، فستواصل القيام بكل ما تحتاج إلى القيام به من أجل الدفاع عن نفسها.
ورحّب البيت الأبيض في الولايات المتحدة بإعلان وقف إطلاق النار، مشيداً بالحكومة المصرية لتوسُّطها في الاتفاق.
وأصدرت قيادة الجبهة الإسرائيلية الداخلية تعليماتها برفع حالات الطوارئ التي كانت أعلنتها عند بداية تبادُل القصف بين إسرائيل والجهاد الإسلامي ضمن حملة "درع وسهم" في قطاع غزة.
وقالت مصادر سياسية رفيعة المستوى في القدس إن التزامها بجهود الوساطة المصرية منوط باستمرار الهدوء في جنوب البلد، موضحةً أن إسرائيل ستعمل كل ما هو مطلوب من أجل الدفاع عن نفسها، في حال استأنفت المنظمات "الإرهابية" في قطاع غزة الاعتداءات الصاروخية عليها.
من ناحيته، أعلن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة في خطاب ألقاه عبر قنوات تلفزيونية إنهاء القتال مع إسرائيل، وشكر مصر وقطر على جهودهما بغية كبح جماح الاعتداءات الإسرائيلية. كما قدم الشكر إلى بقية الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.