الذريعة تتغير لكن العملية واحدة: الجولة المقبلة تقترب بسرعة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

بعد إطلاق الصواريخ أمس (الأحد)، برزت بصورة ملموسة تعقيدات قطاع غزة. المحاولة الإسرائيلية لتحديد أوضاع منطقية ومنتظمة في أوقات التصعيد الكبير، تنقل فيها المسؤولية، وللمرة الثالثة خلال الأعوام الأخيرة، من "حماس"، وهي الحاكم، والتي تشكل عنواناً للرد، إلى الجهاد الإسلامي الذي لا يتحمل أيّ مسؤولية حيال سكان غزة - واجهت تحدياً في الأمس، بعد أقل من يوم واحد على انتهاء العملية.

  • باستثناء نجاحات تكتيكية في العملية الأخيرة، فإن قصر الفترة التي تفصل بين الجولات في الأعوام الأخيرة يتطلب من إسرائيل أن تفحص بصورة عميقة ما إذا كان عدم تحميل "حماس" المسؤولية يؤدي إلى نتيجة عكسية، ويقرّب إسرائيل أكثر من عملية واسعة في القطاع؟
  • مقارنةً بعمليات سابقة منذ سنة 2019، والتي اختارت فيها إسرائيل توجيه المعركة ضد الجهاد الإسلامي فقط، ومساعدة "حماس" على عدم التدخل وعدم المشاركة في المعركة، فإنهم اليوم في هيئة الأركان العامة أكثر تواضعاً وحذراً في تقدير فترة الهدوء المتوقعة نتيجة العملية. وصاروخ الأمس هو إشارة أولى إلى ذلك.
  • في العمليات السابقة، كانت اللهجة مختلفة، وفرضية الانطلاق كانت تتوقع فترات هدوء أطول بكثير مما حدث عملياً. هذه المرة، التصريحات أكثر تواضعاً واعتدالاً، لكن من الناحيتين التكتيكية والعملانية، يبدو أن إنجازات العملية الأخيرة - اغتيال مسؤولين كبار، منع العدو من تحقيق إنجازات، والتصدي بفعالية كبيرة للقصف المدفعي وإطلاق الصواريخ، مقارنةً بأيام القتال- أفضل من العمليتين السابقتين التي سوّق الجيش الإسرائيلي أنهما ناجحتان.
  • من المتوقع أن تكون المواجهات العسكرية مع "حماس" وحزب الله أكثر تعقيداً بكثير. ضُعف الجهاد الإسلامي، وحجم التسلل الاستخباراتي إلى صفوفه، وأساليب عمله القديمة، كلها أمور تجعل منه عدواً من السهل تحقيق إنجازات عملانية ضده.
  • في الخلاصة، يثبت الجهاد الإسلامي، المرة تلو الأُخرى، أنه غير قادر فعلاً على إدارة حرب مستقلة في مواجهة إسرائيل والصمود لوقت طويل. من المهم التوضيح أن هذا لا يعني التقليل من إنجازات الجيش في ضربه تنظيماً "إرهابياً" قادراً على إطلاق صواريخ يصل مداها إلى 100 كلم، وبحجم كبير يمكن أن يصل إلى الآلاف، ولا التقليل من المستوى الاستخباراتي المدهش للشاباك، والجودة العالية لأداء سلاح الجو.
  • لكن علاوةً على المسائل التكتيكية، فإن مسألة التمييز الذي تريده إسرائيل بين مسؤولية "حماس" ومسؤولية الجهاد الإسلامي في غزة، جوهرية جداً، وهذا خيار قامت به للمرة الثالثة خلال 4 أعوام فقط. لكن هذه المقاربة وأسلوب العمل اللذين ينطويان على إنجازات عملانية، يطرحان أسئلة استراتيجية حيال مغزى ذلك على الأرض.
  • في هذه الجولة أيضاً، يقولون في الجيش إنهم تقيدوا بالهدف السياسي الذي وُضع لهم – توجيه ضربة تؤذي القدرة العملانية للتنظيم وتضعفه، من دون دخول "حماس" إلى دائرة القتال.
  • وبحسب هذا التحديدـ فإن الجيش قام بمهمته بصورة جيدة، لكن في الصورة الأوسع، يبدو أن الجهاد الإسلامي، الذي لا يتحمل مسؤولية حيال السكان في القطاع ويمثل مصالح إيران بصورة واضحة، قادر على توريط إسرائيل في وحل غزة، وينجح المرة تلو الأُخرى، في جرّ إسرائيل إلى مواجهة عسكرية، ويُقصّر المدة الزمنية التي تفصل بين الجولة والأُخرى.
  • علاوةً على ذلك، كانت إسرائيل بحاجة إلى أعوام كثيرة للتفريق بين قطاع غزة والضفة الغربية، وتجد نفسها الآن في حالة قتال في غزة بسبب حرم المسجد الأقصى، وبسبب عملية أوقعت الكثير من القتلى في جنين، أو بسبب أسير أمني من الجهاد الإسلامي توفي في السجن، بعد إضرابه عن الطعام. وفي كل مرة، هناك سبب مختلف. في مثل هذه الظروف، وعلى الرغم من النجاحات العملانية، فإن التصعيد المقبل يمكن أن يحدث قريباً.
  •