الحكومة الإسرائيلية تعقد جلستها الأسبوعية داخل أنفاق ساحة البُراق ونتنياهو يؤكد أن الكفاح من أجل وحدة القدس لم ينتهِ بعد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

عقدت الحكومة الإسرائيلية جلستها الأسبوعية برئاسة بنيامين نتنياهو أمس (الأحد) داخل أنفاق ساحة حائط المبكى [البُراق] في مدينة القدس، والتي تمتد إلى المسجد الأقصى، وذلك في الذكرى الـ56 لـ"توحيد القدس"، وسبق ذلك بوقت قصير قيام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير [رئيس "عوتسما يهوديت"] باقتحام المسجد الأقصى بحماية قوات الشرطة الإسرائيلية.

وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل جلسة الحكومة: "منذ 56 عاماً في حرب الأيام الستة (5 يونيو/حزيران 1967) وحّدنا مدينة القدس، ولكن الكفاح من أجل وحدتها لم ينتهِ بعد، لأنه ما زال هناك مَن يريد تقسيمها علانية، ومن أجل أمننا ووحدة القدس، يجب أن نستمر في الحفاظ على هذه الحكومة."

ولاقت هذه الخطوة تنديداً فلسطينياً واسعاً.

وأكدت حركة "حماس" أن عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعها في أنفاق حائط البُراق تصعيد خطِر للحرب الدينية التي تشنها إسرائيل على المدينة المقدسة. وأكد الناطق الرسمي بلسان رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن هوية القدس العربية بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، لن تغيّرها تصريحات نتنياهو، ولا الواقع الموجود بحكم الاحتلال، لأن هذا الاحتلال لن يغيّر التاريخ، ولن يصنع مستقبلاً، ووجود نتنياهو وحكومته إنما هو بقوة السلاح والاحتلال الباطل، ونهايته إلى زوال.

من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن عقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعها الأسبوعي يأتي في سياق سياستها الرامية إلى تكريس ضمّ القدس وتهويدها وفصلها تماماً عن محيطها الفلسطيني، ولإغلاق الباب نهائياً أمام أي فرصة لتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض بعاصمتها القدس الشرقية. وطالبت بموقف دولي واضح يدين هذا الاجتماع، باعتبار أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة سنة 1967، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، مؤكدةً أن إفلات إسرائيل المستمر من العقاب يشجعها على ارتكاب المزيد من الاعتداءات والجرائم والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني عامة، والقدس بصورة خاصة.

وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قام في وقت سابق أمس باقتحام الحرم القدسي، معتبراً ذلك دليلاً على سيطرة إسرائيل على الموقع.

وصرّح بن غفير خلال جولته في الموقع بما يلي: "نحن المسؤولين هنا. يسعدني الصعود إلى جبل الهيكل [الحرم القدسي] المكان الأكثر أهمية للشعب اليهودي."

وأشاد بن غفير بشرطة إسرائيل على إدارتها الجولات اليهودية في الحرم، والتي قال إنها تثبت مَن هو المسؤول في القدس.

كما تطرّق بن غفير إلى مطالب حزبه بمزيد من الميزانية لزيادة الوجود اليهودي في النقب والجليل، في إشارة إلى حقيقة أن هذه المناطق فيها عدد كبير من السكان العرب. وقال: "في الميزانية المقبلة يجب أن نستثمر في النقب والجليل. إن القدس روحنا، والنقب والجليل قوة حياتنا. يجب أن نتحرك هناك، ويجب أن نكون ملوكاً أيضاً في النقب والجليل، والأساس هو الميزانية."

ووصف الناطق بلسان رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة زيارة بن غفير بأنها هجوم صارخ على المسجد الأقصى، ووصفتها وزارة الخارجية الأردنية بأنها خطوة استفزازية مُدانة، وتصعيد خطر ومرفوض. كما دانت مصر هذه الزيارة.

 

المزيد ضمن العدد