اطلقوا سراح وليد دقّة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • قبل نحو شهرين، أكمل وليد دقّة العقوبة الكاملة بسجنه مدة 37 عاماً، لمشاركته في خلية قتلت الجندي موشيه تمام في سنة 1984. حالياً، تبقّى من عقوبة اعتقاله عامان ونصف العام، بعد إدانته بالمشاركة في تهريب هواتف خليوية إلى السجن، من خلال عضو الكنيست السابق باسل غطاس. وهو من أقدم الأسرى، وأحد القلائل الذين بقوا في السجن من قبل اتفاقات أوسلو.
  • دقّة مصاب بسرطان خبيث في الدم، وفي الأسابيع الماضية، أُدخل إلى مستشفى آساف هاروفيه، وجرى إنعاشه أحياناً. في الأيام الأخيرة، أُعيدَ إلى المركز الطبي في مصلحة السجون، ورأى الضابط الطبيب في تلك المصلحة أن أيامه معدودة، وثمة خطر حقيقي على حياته. كما قدّرت آراء أُخرى أنه قد يعيش عامين على الأكثر.
  • كل هذه الحجج لم تهم الدولة التي أعلنت، بواسطة النيابة العامة، "من الأفضل تفسير مصطلح أيامه معدودة بصورة دينامية تأخذ في الحسبان خطورة الجريمة." وراء هذه الصيغة المروعة، تختبىء الحملة التي يشنها لوبي عائلة تمام، التي تضغط بكل الوسائل الممكنة من أجل عدم إطلاق سراح دقّة من السجن.
  • يجب أن نحترم حساسية العائلة التي فقدت ابنها، لكن هذه الاعتبارات يجب ألّا تكون الاعتبارات الوحيدة هنا في أي وجه من الوجوه. دقّة أيضاً لديه عائلة - زوجة حملت منه من وراء القضبان، ولديه ابنة وُلدت بواسطة تهريب النطف إلى خارج السجن، لم تسنح له الفرصة أن يربيها،  يجب أيضاً أخذ مشاعرها في الحسبان.
  • اليوم، ستجتمع لجنة الإفراج المشروط لمناقشة الموضوع. في سنة 2014، كان دقّة على وشك إطلاق سراحه، لكن تم إلغاء القرار في اللحظة الأخيرة، بسبب اعتبارات سياسية. ومنذ ذلك الحين، مرّت عليه 9 سنوات في السجن. وبصرف النظر عن القمع الذي يعانيه السجناء الأمنيون الممنوعون من أي فرصة، ومن إجراء الاتصالات الهاتفية بمنازلهم، فإن الفترة الزمنية التي أمضاها دقّة في السجن غير عادية، حتى بالنسبة إلى شخص مُدان بجريمة.
  • هناك وقت يتعين فيه على الدولة إظهار قدر من الرأفة والإنسانية إزاء أسوأ أعدائنا. 37 عاماً في السجن هي الجزء الأكبر من حياة شخص في الـ61 من العمر، مثل دقّه. يجب ألّا يموت دقّة في السجن، ليس لأسباب إنسانية، بل لأسباب سياسية وأمنية: لقد سبق أن رأينا ماذا جرى عندما سمحت إسرائيل بوفاة الأسير خضر عدنان، الذي شكلت وفاته إشارة إلى بدء جولة جديدة من المواجهة مع الجهاد الإسلامي.
  • ليس هناك حاجة إلى إضفاء الشرعية على أفعال دقّة كي ندرك أنه حان الوقت لإطلاق سراحه، فقد عوقب أكثر بكثير من اللازم.