إقالة قائد الفرقة العسكرية التي تعمل في منطقة الحدود مع مصر بناءً على نتائج التحقيق في عملية إطلاق النار التي نفّذها شرطي مصري
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

أعلن الجيش الإسرائيلي مساء أمس (الثلاثاء) نتائج التحقيق الذي أجراه لتقصّي وقائع عملية إطلاق النار التي نفّذها الشرطي المصري محمد صلاح إبراهيم في منطقة الحدود بين إسرائيل ومصر قبل 10 أيام، وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين والشرطي المصري.

وجاء في بيان صادر عن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أنه بناءً على نتائج هذا التحقيق، قرر رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الجنرال هرتسي هليفي إقالة قائد الفرقة العسكرية التي تعمل بالقرب من منطقة الحدود مع مصر من منصبه، ونقله ليتولى منصباً آخر في الجيش. كما تم توبيخ قائدَي الوحدة والكتيبة في المنطقة نفسها، وتم اتخاذ قرار تأخير ترقيتهما لستة أعوام.

وأظهر التحقيق أن إطلاق النار على الجنود الإسرائيليين اكتُشف بعد فترة طويلة من تنفيذه، وأن منفّذه علِم بوجود معابر طوارئ في السياج الفاصل عند الحدود، وهو ما لم يعلم به الجنود الإسرائيليون.

وذكر البيان أن التحقيق كشف أن شرطياً مصرياً توغّل من الحدود المصرية إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، عبر معبر أمني في السياج، ثم أطلق النار على اثنين من الجنود الإسرائيليين تواجدا في المنطقة، وهو ما أسفر عن مقتل مجنّد ومجنّدة. وبعد ساعات قليلة، شوهد الشرطي نفسه، وأطلق النار من مسافة بعيدة في اتجاه قوة من الجيش الإسرائيلي، والتي ردت بإطلاق النار، الأمر الذي أسفر عن مقتل جندي ثالث وإصابة آخر ومقتل الشرطي المصري أيضاً.

وتبيّن من التحقيق أن أحد الأسباب الرئيسية لوقوع هذا الحادث هو معبر الطوارئ الأمني ​​في السياج، والذي كان مخفياً، لكنه لم يكن مغلقاً. وأشار إلى أن معبر الطوارئ كان مغلقاً بالأصفاد كي يتم فتحه بسرعة في حال الحاجة الأمنية إليه، وهذا الأمر كان فشلاً ذريعاً في الحادث لأنه اتضح أنه بسبب الرغبة في الحفاظ على سرية في الموضوع، لم يعرف القادة والضباط الممرات الأمنية القائمة في مناطقهم، وفي التحقيق الذي ما زال جارياً مع مصر، طلب الجانب الإسرائيلي معرفة كيف علم الشرطي المصري بوجود هذه الفتحة في السياج الحدودي وتمكن من الوصول إليها بدقة.

ولفت البيان إلى تدنّي جودة تطبيق مبدأ الأمن والدفاع في المنطقة الحدودية. كما أشار إلى أنه من الضروري ترتيب الأولويات، بين الاستعداد لمثل هذا الحدث الذي شهده الجيش والاستعداد للتعامل مع تهديد التهريب الذي تشهده المنطقة.

وشدّد البيان على أنه لم يتم العثور على عيوب، أو خلل في عمل الجنود الذين سقطوا قتلى. وأضاف أنه لم يكن هناك فجوة في استجابة سلاح الجو لمطالب الوحدة التي كانت على الأرض. وأوضح أنه كجزء من الدروس المعتمَدة للتنفيذ الفوري، تم اتخاذ قرار إغلاق المعابر الأمنية في السياج، وتقليص مدة المهمة المستمرة للمقاتلين في الجيش من 12 ساعة متتالية، وتحديد حدّ أدنى مختلف للجنود في مهمات من هذا النوع.

وذكر البيان أيضاً أنه تم إجراء تحقيق بالتعاون مع الجيش المصري، على خلفية التعاون الأمني ​​الاستراتيجي بين البلدين، والذي تضمّن زيارة كبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي إلى القاهرة، وتحقيقاً مشتركاً في مكان الحادث في الأراضي الإسرائيلية.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن التحقيق الذي قامت به قيادة الجيش كان سريعاً ولا لبس فيه. وأضاف أنه ما كان يجب أن يقع هذا الحادث، مؤكداً أن القرارات التي ستتخذها قيادة الجيش ستمنع وقوع حوادث كهذه في المستقبل.