بعد روسيا وأوكرانيا، ماذا لو طلبت الصين التوسط بين إسرائيل والفلسطينيين؟
تاريخ المقال
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي
معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
- في الأسابيع الأخيرة، بدا أن مسؤولين صينيين رفيعي المستوى يغازلون احتمال تحوُّل الصين إلى وسيط في النزاعات الإقليمية وتحقيق السلام بين الأطراف المتشددة. من بين أسباب هذا الغزل هو "مبادرة الأمن العالمي" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخراً، ويحاول المسؤولون لديه إدخال محتوى حقيقي إليها، من خلال تفاخُرهم بنجاح التدخل الصيني في الدفع قدماً بالاتفاق بين السعودية وإيران. هذا الأسبوع، أنهى الموفد الخاص للصين في الشؤون الأوروبية-الأسيوية جولة في أوروبا، في محاولة للدفع قدماً بمبادرة السلام للرئيس الصيني من أجل إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. لم تثمر الجولة نتائج حقيقية، لكنها عززت الصفة الجديدة للصين كوسيط محتمل بين الطرفين.
- النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني طُرح من جانب أطراف صينية للتوسط. فهل في إمكان الصين فعلاً أن تكون وسيطاً عادلاً في هذا النزاع؟ مراجعة قصيرة للنشاطات الصينية في هذا الصدد تطرح شكوكاً كبيرة في هذا الشأن. بيجين ناشطة جداً في مجلس الأمن، وهي من أوائل الدول التي تطالب بإجراء نقاشات خاصة وإصدار إدانات بحق إسرائيل، في كل مرة يحدث فيها تصعيد بين الطرفين. كما أن تصريحات كبار المسؤولين في الصين تُظهر، بما لا يقبل الشك، الانحياز الصيني إلى الجانب الفلسطيني. على سبيل المثال، في ذروة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، قبل بداية عملية "درع وسهم"، أوضحت وزارة الخارجية الصينية موقفها بشأن الطرف الأساسي للتصعيد عندما دعت "كل الأطراف، وخصوصاً إسرائيل" إلى المحافظة على ضبط النفس والعمل على إزالة التوتر.
- بالإضافة إلى ذلك، الناطق بلسان الصين لم يجد أنه من المناسب الإدانة، أو التطرق إلى إطلاق الصواريخ من غزة، والتي أصاب عدد منها 3 عمال صينيين يعملون في إسرائيل، أحدهم كانت إصابته متوسطة. وعلى عكس الموقف الذي يتجاهل إصابة المدنيين، رأى سفير الصين في الأمم المتحدة أنه من المناسب لفت الأنظار إلى الزيارة الأخيرة لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى حرم المسجد الأقصى، ودعوته إسرائيل إلى التوقف عن "الاستفزازات" و"نهب" الأراضي والموارد الفلسطينية.
- إذا كانت الصين معنية مستقبلاً بالتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، فإنه يتعين على مسؤوليها تغيير هذه السياسة.