نتنياهو ضعيف وضائع في قبضة اليمين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • إنتخاب ممثلة المعارضة أمس (الأربعاء) كارين إلهرار عضواً في لجنة اختيار القضاة في تصويت سري، تخللته "خيانة" -بحسب تعبير الوزير ميكي زوهار - أربعة من أعضاء الكنيست من الائتلاف صوتوا لها، وبعد دراما كبيرة، هو مؤشر إلى نهاية بنيامين نتنياهو كشخص كان يوصف لسنوات طويلة بـ "الساحر".
  • هناك من شكّك في الاحتجاج، وهناك مَن تساءل: "هل هذا الأمر سيساعد فعلاً؟"، وهناك من فرح بالتقارير التي تحدثت عن تراجع أعداد الناس التي خرجت للتظاهر، وعن أن الناس تعبت وسئمت. وفي جميع الأحوال، هناك محادثات تجري في بيت الرئيس. لقد قلت لكل من سألني وكان قلقاً -وكثيرون كانوا يتوجهون إليّ في الشارع -إن عليهم ألاّ يستسلموا، والدليل على ذلك جاء في الأمس. لم تنته القضية بعد، ويجب أن نكون "مستعدين" في كل لحظة.
  • لقد كان أول من فهم ذلك هو نتنياهو نفسه، وآخر ما كان يريده هو تفاقم الوضع وتفاقم الاحتجاج، كما جرى عندما أقال، بطريقة غير مسؤولة، وزير الدفاع يوآف غالانت. ولقد كان هذا هو الغرض من المحادثات المكثفة الليلية التي أجراها مع وزير العدل ياريف ليفين في الأيام الأخيرة لساعات طويلة، في محاولة منه لتربيع الدائرة وحل هذه المشكلة.
  • لكن ليفين لم يكن مستعداً لأي حل غير الاستمرار في الانقلاب القضائي، ولم يكن يقبل أي تسوية. حينئذ، جاء دور عضو الكنيست تالي غوتليف، التي جاء بها نتنياهو مباشرة من الأستوديوهات ووضعها في قائمته في الكنيست، كي تتمرد، على الرغم من كل توسلاته، ولم ينجح نتنياهو حتى في السيطرة عليها.
  • لم يعد نتنياهو السياسي الخارق الذي عرفناه، فهو لم يعد ساحراً. ومن كان في الماضي يسيطر بقبضة قوية على الليكود وعلى كتلته، وكان يقول: "كل ما أريده أحققه"، لم يعد يسيطر على الوضع، فكتلة الليكود لم تعد تصغي إليه، وهناك أعضاء كنيست جدد يتمردون، ويفعلون ما يحلو لهم.
  • إن نتنياهو رجل ذكي جداً، وهو يدرك معنى تفجير المحادثات في بيت الرئيس، لذلك فضّل المحافظة على أسلوبه، وانتخاب مندوبة المعارضة في لجنة اختيار القضاة. هو يدرك مغزى تحمُّل مسؤولية تفجير المحادثات في بيت الرئيس، ويفضّل أن تتحمل المعارضة هذه المسؤولية.
  • أدرك نتنياهو أن أشخاصاً كليفين وسمحا روتمان لن يمنحوه الهدوء. وقد وجد بنداً خفياً في قوانين الكنيست يسمح بالتأجيل لمدة شهر، وهذا ما يحبه نتنياهو. وفي الواقع، فإن ليفين وروتمان لم يتركا له خياراً آخر، وهكذا انتُخبت ممثلة المعارضة بفارق صوتَين.
  • علاوة على ذلك، نجح نتنياهو في خفض الشيكل موقتاً، ووقف المحادثات في بيت الرئيس. وقد حدث هذا كله لأنه واقع في قبضة المتطرفين من اليمين؛ فمن جهة، هناك حزب بتسئليل سموتريتش وحزب إيتمار بن غفير المتطرفان (اللذان اضطر نتنياهو إلى إعطائهما وزارتَي المال والأمن القومي)، ومن جهة ثانية، هناك المتطرفون في الليكود كليفين وشلومو قرعي وماي جولان وغيرهم. في هذه الأثناء، خسر نتنياهو سحره، واختفت كل قوته وقدراته وحيله وخداعه. لقد أصبح نتنياهو ضعيفاً وضائعاً، ولم يعد ساحراً.
 

المزيد ضمن العدد