نفى مسؤول رفيع المستوى في القدس أمس (الأربعاء) أن تكون إسرائيل على علمٍ بقرار اتخذته الإدارة الأميركية وينصّ على إعادة تقييم علاقاتها مع إسرائيل، على خلفية الخطة الرامية إلى إضعاف الجهاز القضائي وسياسة حكومة بنيامين نتنياهو.
وجاء هذا النفي تعليقاً على مقال نشره المحلل السياسي في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية توماس فريدمان أمس، وذكر فيه أنه بدأت في واشنطن عملية إعادة تقييم العلاقات الأميركية مع حكومة نتنياهو، وذلك في معرض تفسيره أسباب الغضب الأميركي من الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وقال المسؤول الإسرائيلي نفسه: "إننا لا نعرف شيئاً عن مثل هذا القرار، ولكن على أي حال، فإن الحديث لا يدور حول ظاهرة جديدة. فقد سبق لإدارة الرئيس جيرالد فورد أن أعلنت إعادة تقييم العلاقة أمام حكومة يتسحاق رابين، وفعلتها إدارة الرئيس رونالد ريغن مع حكومة مناحيم بيغن، وفعلتها إدارة الرئيس جورج بوش الأب أمام حكومة يتسحاق شامير وكذلك إدارة الرئيس جورج بوش الابن مع حكومتيْ إيهود باراك وأريئيل شارون. وعلى الرغم من عمليات إعادة التقييم الدورية على مرّ الأعوام، فإن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق من حيث التعاون".
وأضاف هذا المسؤول: "ليس سرّاً أنه توجد خلافات في الرأي مع الإدارة الأميركية في كل ما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية، والعودة إلى الاتفاق النووي الخطر مع إيران، وفيما يرتبط بالنشاطات الإسرائيلية ضد إيران".
وأشار هذا المسؤول إلى أن العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة وصلت إلى أعلى مستويات التعاون الأمني تحت قيادة نتنياهو، وشدّد على أن هذا الأخير سيضمن استمرار ذلك.
وكان فريدمان قد لفت في مقاله المذكور في "نيويورك تايمز" إلى التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي جو بايدن في سياق مقابلة أجرتها معه شبكة التلفزة الأميركية CNN يوم الأحد الماضي، ووصف فيها الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها الأكثر تطرّفاً منذ حكومة غولدا مئير. ووجّه فريدمان انتقادات حادة إلى الحكومة الإسرائيلية، وقال: "وفقاً لتقرير خدمة أبحاث الكونغرس لسنة 2020، تلقّت إسرائيل مساعدة خارجية أميركية أكبر من أي دولة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، بقيمة 146 مليار دولار، ولم يتم تعديلها في ظل التضخم المالي. وهذا يستحق مزيداً من الاحترام لرئيس الولايات المتحدة من طرف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير".
وربط فريدمان بين ما يُعرف باسم "خطة الإصلاح القضائي" التي طرحتها حكومة نتنياهو وانهيار العلاقات الثنائية بين الجانبين.
وفي إشارة إلى امتناع بايدن من استقبال نتنياهو في البيت الأبيض في الوقت الذي يستقبل رئيس الدولة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوغ، قال فريدمان: "إنها طريقة الرئيس بايدن لكي يشير إلى أن مشكلته ليست مع الشعب الإسرائيلي، ولكن مع حكومة نتنياهو المتطرفة".
هذا واتهم رئيس تحالف "المعسكر الرسمي" عضو الكنيست بني غانتس نتنياهو بإلحاق أضرار استراتيجية بالعلاقات مع الولايات المتحدة.
وأكد غانتس في سياق خطاب له أمام الكنيست أمس، أن ذلك يُعدّ لعباً بالنار على حساب مواطني إسرائيل.