الوضع الأمني والاجتماعي الخطِر يتطلب زعامة موحدة ومسؤولة
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • في الأشهر الأخيرة، أصدرت شعبة الاستخبارات العسكرية تقريرين غير مسبوقين لم نعرف مثلهما منذ أعوام كثيرة. الأول يتعلق بالتآكل الخطِر في الردع الإسرائيلي في المنطقة. والثاني: تقدير خاص للوضع، مفاده أن احتمال نشوب حرب هو أعلى اليوم من أي وقت آخر منذ سنة 2006. لهذين التقريرين سلسلة تأويلات: اقتراب إيران من السلاح النووي وإقامتها تحالُفاً استراتيجياً مع روسيا؛ حزب الله ازداد قوة، وهو يتحدى، ويفحص الحدود؛ غرق السلطة الفلسطينية، وأجزاء من الضفة الغربية تعيش حالة من عدم الأمان، المسّ بنسيج الحياة. هذه المسارات الثلاثة التي تقوّض الاستقرار وغيرها-هي التي تجعل إسرائيل تعيش اليوم واقعاً أمنياً هو الأخطر منذ حرب يوم الغفران.
  • في صيف 1973، كان هناك القلائل الذين حذروا. لكن غولدا مئير وموشيه دايان وقادة الجيش لم يصغوا إلى التحذير. ونتيجة لذلك، أنهوا حياتهم العامة بطريقة مأساوية، ومُنيت إسرائيل بهزيمة. لكن في صيف 2023، كل شيء بات واضحاً ومعروفاً. كل إسرائيلي يدرك في هذه الأيام أن الانقسام الداخلي هو تهديد وجودي. كل وزير في المجلس الوزاري المصغر يجب أن يدرك أننا عرضة لخطر حقيقي من نشوب حرب. ومن الواضح للجميع أنه كما أدى صيف 1973 الأحمق إلى تقصير، فإن صيف 2023 الأحمق قد يؤدي إلى تقصير جديد. وحالياً، سنصل إلى الامتحان أقل استعداداً وأقل تكاتفاً.
  • ما يمكن أن يحدث هنا خلال أسابيع يطرد النوم من عيني: التضافر بين الشرخ الداخلي الذي له تداعيات واضحة على الجهوزية، وعلى التجنّد، وعملية تفكيك منظومة الاحتياطيين التي تكتسب زخماً، حكومة وزراؤها الكبار عديمو المسؤولية والخبرة، وعدم ثقة أغلبية الجمهور بقدرة هذه الزعامة على الحكم، بما فيها مصلحة الدولة-كل ذلك يجعلنا نصل إلى حرب محتملة في وضع هو الأسوأ على الإطلاق.
  • ومع ذلك، حتى الآن، الحكومة وأجزاء من الجمهور مصابون بالعمى. نحن نرفض رؤية الحقائق، وننجر إلى دوامة الحرب الأهلية التي تدفعنا إلى الهاوية. الدولة التي كانت حتى وقت قريب رصينة، عقلانية وقوية، تدار منذ بداية سنة 2023 بطريقة غير مسؤولة.  من جهة، هناك الحكومة التي تدفع قدماً بانقلاب دستوري مدمر، وتتسبب بتآكل التحالف مع الولايات المتحدة، وتُضعف الجيش، وتُلحق الضرر بصناعة الهاي-تك، وتقسّم المجتمع، ومن جهة ثانية، هناك مَن يشجع خطوات يمكن أن تؤذي بشدة تكاتف الجيش الإسرائيلي وكفاءته العملانية.
  • في داخل هذه الحلقة المفرغة التي سيطرت علينا، نحرق الجسور وندمر القواعد والقيم. الأخ ضد أخيه، والسبط ضد السبط الآخر. المتطرفون يثيرون جنون المتشددين. ولا أحد يستمع إلى الآخر، ولا وجود للاحترام المتبادل، ولا أحد يحافظ على قواعد اللعبة-إسرائيل عالقة في دوامة خطِرة. صحيح أنه لا يوجد ما يؤكد أن حرباً ستنشب في العام المقبل، بيْد أن التصعيد له ديناميته الخاصة التي يمكن أن تقدم أو تؤخر موعد الانفجار. لكن دولة مُحبة للحياة، يتعين عليها الاستعداد لمواجهة سيناريو عنيف وقاس شديد الاحتمال. يجب على إسرائيل الاعتراف بأن وضعها الأمني هو الأسوأ منذ 50 عاماً.
  • رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو؛ أنا وأنت نعرف بعضنا جيداً. فقد عملنا معاً أعواماً كثيرة من أجل ضمان الأمن وبناء قوة دولة إسرائيل. وحتى عندما كان بيننا خلافات في الرأي، فقد احترمت تفانيك الوطني والمساهمة الكبيرة التي قدمتها للدولة. لذلك، من الصعب عليّ أن أفهم لماذا لا تفعل شيئاً، وتترك الخطوات المدمرة تعرّض ما بنيناه هنا خلال الـ 75 عاماً الأخيرة للخطر. لماذا تخاطر بإضعاف دولة إسرائيل كدولة يهودية ديمقراطية ومتقدمة، بحسب وثيقة الاستقلال؟ وكيف يمكن للسياسي والمؤرخ الذي فيك ألا يرى جبل الجليد الذي نتوجه نحوه بسرعة؟ بنيامين نتنياهو، أنت تعرّض مستقبل الدولة للخطر بصورة واعية أكثر من أي زعيم آخر عرفه تاريخ دولة إسرائيل. لم يعد من البديهي ما كان يبدو مؤكداً قبل عام-دولة إسرائيل ديمقراطية يهودية وقوية ومضمونة على مر الكثير من السنين.
  • سيد نتنياهو، لقد حانت ساعة الحقيقة. خلال نصف عام، سمحت لمجموعة صغيرة من الشركاء السياسيين بالتسبب بضرر اجتماعي واقتصادي وعسكري وسياسي هائل. هؤلاء المتطرفون يمتازون بأنهم لم يعرّضوا حياتهم للخطر، دفاعاً عن أمن الدولة، ولم يعرفوا الحرب. لذلك، هم يتصرفون بفوضى غريبة عنك وعني، وعن الروح الإسرائيلية. لكن المسؤولية الآن تقع على عاتقك. لا تساهم في تدمير التكافل الوطني والضمانات المتبادلة. لا تقودنا مختلفين ومنقسمين لمواجهة التحديات المقبلة. في مواجهة التهديدات الاستراتيجية التي تحيط بنا، إسرائيل بحاجة إلى زعامة وطنية تقود نحو تحوّل بصورة مباشرة.
  • قال بن غوريون، أول رئيس للحكومة: "مصير إسرائيل مرتبط بأمرين-القوة والصدقية". رئيس الحكومة نتنياهو، أوقف المسّ بصدقية إسرائيل، وبقوتها.
 

المزيد ضمن العدد