حادثة حائط المبكى تتوافق مع روح العصر وكراهية الأجنبي

فصول من كتاب دليل اسرائيل

المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

  • هناك صفة إسرائيلية وطنية في الأساس، هي الشعور بالخجل عندما يقوم إسرائيليون آخرون بأعمال مشينة في الخارج، أو أمام أعين السياح. مشاهدة الموظفة الشابة الوقحة في مؤسسة تراث حائط المبكى، وهي تطلب في الأمس (الأربعاء) من الأب نيقوديموس شنابل، رئيس دير الكنيسة الألمانية في إسرائيل، نزع الصليب الذي يحمله فوق ردائه، أمام أنظار وزيرة التربية والتعليم الألمانية المستغربة التي كانت برفقته، هو مشهد مؤلم، وغير مريح، ومثير للقشعريرة، ومخزٍ للغاية. وأيضاً لأن هذا الموقف والمشهد المؤذي هما جزء طبيعي من الجو السام الذي نتنفسه بسبب حكومة الدمار.
  • تقول الموظفة بلامبالاة إن الصليب استفزازي وكبير للغاية وغير لائق. رئيس الكنيسة الألمانية الذي انزعج، لكنه حافظ على برودة أعصابه (وهو كان لسنوات مستشاراً في وزارة الخارجية الألمانية)، شرح للموظفة أن هذا ليس استفزازاً، هو ببساطة الرداء الذي يرتديه بصفته رئيساً للدير، الموظفة تدّعي أن هناك قوانين جديدة. وفي الحقيقة، لماذا لا تخترع قانوناً جديداً. هي في الحقيقة مجرد موظفة، لكنها موظفة مكرسة لروح العصر، ولهذه الروح قوانينها الخاصة. قانون كراهية الأجنبي مثلاً.
  • وضع المسيحيين في الأراضي المقدسة يزداد سوءاً، وخصوصاً عندما يحملون رموزاً واضحة تدل على ديانتهم. الهواية الجديدة، البصق اليومي على رجال الدين ورؤساء الأديرة والراهبات، يتحول إلى عملية مروعة وبدائية، تخلق لنا صورة صادمة. يبدو أننا لا نكره العرب فقط، نحن نكره الجميع، بتصميم كبير ونار غيرة ملتهبة. وفي الوقت الذي تقوم عصابات من الشغب أقل أهمية بإحراق قرى عربية، لماذا لا نبصق قليلاً على المسيحيين. حان وقت الانتقام ودفع الثمن وحملات صليبية معكوسة. من حسن الحظ أن الموظفة لم تبصق على الأب شنابل.
  • حادثة حائط المبكى في الأمس هي نموذج من حياتنا هنا منذ انتخاب الحكومة الجديدة. بسرعة أكبر بكثير مما تصورنا، نحن نعود مئات الأعوام إلى الوراء. اعطونا بضعة أشهر مثل هذه، وسنعود إلى إشعال النار بحجر الصوان والصيد بالرماح.
  • العودة إلى استخدام ضمير المذكر فقط؛ والسعي للسماح للمحاكم الحاخامية بالبتّ في مسائل النفقة، هذه المحاكم نفسها التي قررت حرمان المرأة من جميع ممتلكاتها، بحجة أنها خانت زوجها (الرجال أيضاً يخونون، لكن لا مشكلة لديهم في ذلك)؛ كراهية الأكاديميين؛ والهاي- تك، والقضاء، واحتقار التعليم والتقدم، هي صفات المجتمعات التي تغرق. سنوات من النضال ومن الإنجازات لمجتمع المثليين من أجل الاعتراف بهم والمساواة، يبدو أنها توشك على الزوال في ظل القذارة والشتائم التي يتعرضون لها حالياً، لقد تعودنا على ذلك إلى حد أن إسرائيل رفضت توقيع رسالة وقّعتها 44 دولة تدين فيها القانون الهنغاري المعادي لمجتمع المثليين-بالنسبة إلينا، بدا الأمر طبيعياً للغاية.
  • أيضاً الرجم المتكرر والحيواني للمستشارة القانونية للحكومة بهراف ميارة يذكّرنا بمطاردة الساحرات اللواتي أُحرقن للاشتباه بذكائهن الكبير. بعد إلغاء ذريعة المعقولية، رسمياً، يبدو كل هذا معقولاً.
  • ليس الشعب هو الذي أصابه الجنون. بل هو شخص يخلط بين الأشياء ويرسل رجاله في حملات تحريض خدمةً لحاجاته الخاصة. رجل من النخبة: يهودي أشكينازي متعلم وغني، ابن أسرة ميسورة. هو الشخص الذي خلق كل هذا الجنون، ولا يزال يزرعه ويسقيه ويغذيه. هذا الرجل اسمه بنيامين نتنياهو. يصوَّر أحياناً كشخص مسكين محاصَر "اضطر" إلى القيام بأعمال متطرفة بسبب إملاءات سياسية. الفوضى والكراهية هما أعز أصدقائه. خفوت أضواء عهد التقدم هو الوصفة التي يستخدمها لإثارة حماسة قاعدته، وللبقاء.

الأب نيقوديموس شنابل غرّد بعد الحادثة: "يؤلمني كيف يتغير الجو في هذه المدينة الرائعة أكثر فأكثر نحو الأسوأ في ظل الحكومة الحالية"، وهو على حق. لقد نسينا كلام النبي يشعياهو: "بيتي بيت صلاة لجميع الشعوب". يبدو أن متلازمة القدس التي تبلبل أذهان بعض الذين يعبرون بواباتها، وتصيبهم بجنون العظمة، لم تعد متلازمة غريبة، بل أصبحت عادة مجنونة.

 

المزيد ضمن العدد