مستقبلنا الاقتصادي في خطر

فصول من كتاب دليل اسرائيل

المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

المؤلف
  • في اليوم التالي للمصادقة على المرحلة الأولى من خطّة التشريع في الكنيست، يجب البدء من بعض الحقائق الأساسية: منذ شهر كانون الثاني/ يناير، ارتفع مؤشر تل أبيب 125 [مؤشر لسوق الأوراق المالية يضم 125 شركة مدرجة في بورصة تل أبيب] بنسبة 3.41% فقط في مقابل مؤشر الأسهم العالمي (MSCI) الذي ارتفع بنسبة 23.94%، ومؤشر الـS&P 500 الذي ارتفع بنسبة 18.13%. وفي الوقت نفسه، ارتفعت قيمة الدولار في مقابل الشيكل بنسبة 8% في الفترة نفسها.
  • إن الأرقام بنفسها تتحدّث. هذه الحكومة لا تحسّن وضعنا.  لقد كانت البورصة دائماً وأبداً تعكس بصورة علمية حال الاقتصاد، كما أنها غالباً ما تتوقع المستقبل جيداً. إن الفجوات في مؤشرات البورصة كبيرة جداً، وسنشعر بالخسارة جميعاً في جيوبنا. نعم نعم، نحن ندفع من جيوبنا إلى هذه الحكومة السيئة. أنا أكتب هذه السطور وأستمع إلى خطاب رئيس الحكومة بعد المصادقة على قانون إلغاء "حجة المعقولية" في الكنيست، ومع الأسف، أعلم كم سيكون الوضع أكثر سوءاً.
  • إن الاقتصاد المزدهر يستند إلى عدة مبادئ بسيطة، وجميعها يتم مسحه على يد السُلطة الحالية:
  1. التكاتف والتماسك الاجتماعي: من منّا يريد الآن الاستثمار في بورصة روسيا أو أوكرانيا؟ من منّا يُريد الاستثمار في اقتصاد مجتمع ممزّق في أساسه؟ الإجابة واضحة؛ لا أحد، سواء من الداخل أو من الخارج. ليس مُهماً أي قانون سيمر أم لا؛ إن ممثلي الحكومة، برئاسة رئيس الحكومة، يعملون كجوقة تشجيع على الكراهية والتحريض.
  2. الحوكمة: من يُريد الاستثمار في تركيا أو حتى كوريا الشمالية؟ ليس شرطاً أن تكون عبقرياً حتّى تفهم الوضع؛ السيّد سموتريتش المسياني، ومعه الخارج على القانون السابق إيتمار بن غفير، تحالفا سوياً بهدف سرقة خزينة الدولة. بما معناه، فإن السُلطة ليست حاكمة، والسلطة ليست بيد "الليكود"، بل هي في يد جماعة من الميليشيات بلا قدرة على الحوكمة. لا يحتاج الأمر إلى إعلان الديكتاتورية لنرى أنها موجودة فعلاً.
  3. التكنولوجيا عالية الدقة والاقتصاد الحُر: لسنوات طويلة كُنت أتجوّل في العالم وأقنع المستثمرين بالاستثمار في إسرائيل. العنوان الرئيسي كان "لماذا إسرائيل؟"، ومع الأسف، فإن الاستثمارات الأجنبية في التكنولوجيا عالية الدقة الإسرائيلية على عتبة الاندثار، وذلك لأنه من الممكن إقامة جميع شركات التكنولوجيا عالية الدقة كشركات أجنبية. من دون تكنولوجيا عالية الدقة، سيموت الاقتصاد الإسرائيلي بالتدريج، ومعه سيتوسع الفقر.
  4. صدقيَّة النظام: عندما تحدث حالة عدم ثقة بين المواطنين والنظام، يبدأ مسار اقتصادي، يبحث الجميع فيه عن الطريق في الخارج. في دولة ديمقراطية، الثقة بنزاهة السُلطة هي الأساس للازدهار الاقتصادي. مع الأسف، صدقيَّة النظام الآن تشبه صدقيّته في الدول الظلامية. التهديدات على المستشارة القضائية للحكومة تحوّلت إلى روتين، وإنكار الواقع بالكذب تحوّل إلى نهج حياة لدى كثيرين، وأنا أجد نفسي أشد شعر رأسي بسبب انعدام الخجل.
  5. الاستقرار/الوضوح: من يعلم ما سيحدث غداً؟ في الشهر المقبل؟ في العام المقبل؟ كيف سيخطّط كل مواطن أو مستثمر لمستقبله الاقتصادي؟ هل تمنحنا الحكومة أو السلطة شعوراً بالاستقرار؟ من علينا أن نصدّق، ياريف ليفين أو رئيس الحكومة؟ أو ربما إيتمار بن غفير؟
  6. الفساد: اتفقوا معي على أن إلغاء "حجة المعقولية" سيسمح لكُل وزير في الحكومة بأن يبدأ سلسلة من "سد الديون" للأصدقاء والمعارف، من دون قدرة لدى المحكمة على وقف سرقة خزينة الدولة.
  • الوضع يبدو سيئاً الآن، وسيكون أكثر سوءاً على ما يبدو بكثير، لكن بعد الأكثر سوءاً، سيكون هُناك شيء جيد أكثر. الشعب اليهودي هو شعب قوي وعنيد. أنا مؤمن من كُل قلبي بأنه علينا ألاّ نيأس.