قام وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أمس (الثلاثاء) بزيارة تفقدية إلى منطقة هار دوف [مزارع شبعا] المتوترة في منطقة الحدود مع لبنان، برفقة عدد من كبار ضباط الجيش الإسرائيلي، وفي مقدمتهم قائد المنطقة العسكرية الشمالية اللواء أوري غوردين، هدد خلالها حزب الله الذي يقوم باستفزازات على طول منطقة الحدود في الأشهر الأخيرة.
وحذّر غالانت في بيان مصوّر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من مغبة ارتكاب أي خطأ.
وقال غالانت مخاطباً نصر الله: "لقد ارتكبت أخطاء في الماضي ودفعت ثمناً باهظاً للغاية. إذا حدث أي تطور هنا، تصعيد أو مواجهة، فسنعيد لبنان إلى العصر الحجري. لن نتردد في استخدام كل قوتنا، والقضاء على حزب الله وتدمير كل شبر من لبنان، إذا اضطررنا إلى ذلك. لا تخطئ، نحن لا نريد الحرب، لكننا مستعدون لحماية مواطنينا وجنودنا وسيادتنا."
وشاهد غالانت الموقع الذي أقام فيه حزب الله مؤخراً خيمتين في الأراضي "الإسرائيلية"، وأجرى في مزارع شبعا تقييماً مع الضباط، وتم إطلاعه على الجهود الدفاعية التي تُبذل على طول الحدود، والتقدم الذي تم إحرازه في بناء الحاجز، الجارية إقامته في الوقت الحالي، والذي سوف يستبدل السياج الحدودي الإسرائيلي بجدار خرساني.
يُذكر أنه رُصدت في الأشهر الأخيرة عدة نشاطات لحزب الله على طول منطقة الحدود، واعتبرتها إسرائيل استفزازات متعمدة، بما في ذلك نصب خيمتين خلف الخط الأزرق الحدودي المعترَف به من طرف الأمم المتحدة في منطقة مزارع شبعا. وأزال حزب الله لاحقاً إحدى الخيمتين، بينما هدّد بالرد إذا تحركت إسرائيل لتفكيك الخيمة الأُخرى. وشملت الحوادث الأُخرى سير أعضاء مموهين لحزب الله على طول الحدود، ومحاولات تدمير السياج الحدودي ومعدات مراقبة تابعة للجيش الإسرائيلي.
وفي نيسان/أبريل الماضي، تم إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان في اتجاه إسرائيل، وهو ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص وإلحاق أضرار بمبانٍ. وعلى الرغم من أن إسرائيل حمّلت حركة "حماس" الفلسطينية مسؤولية إطلاق الصواريخ، فإنها اعتبرت أن حزب الله، الذي يسيطر بصورة مُحكمة على الجنوب اللبناني، أعطى موافقته الضمنية على هذا الهجوم الصاروخي. وفي آذار/مارس الماضي، حمّل الجيش الإسرائيلي حزب الله مسؤولية إرسال مسلّح للتسلل إلى إسرائيل من لبنان وزرع قنبلة عند تقاطع طرقات في شمال إسرائيل [مفترق مجيدو]، وأدى الانفجار إلى إصابة إسرائيلي بجروح خطِرة.