من الأفضل أن تنتظر السعودية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف
  • إن الرئيس جو بايدن، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، متلهفّان للتوقيع على اتّفاق سلام إسرائيلي - سعودي قبل الانتخابات في دولتيهما، كما أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان معنيّ أيضاً، إلاّ إن الحكومة الحالية لن تحظى بمكانة التوقيع والاحتفال به في حدائق البيت الأبيض، فقد ألمحت الرياض سابقاً إلى أنها لن توقّع سلاماً ما دام بيبي رئيساً للحكومة.
  • سأستعمل صيغة معتدلة أكثر من ذلك؛ السعودية ليست مرشّحة للسلام ما دام هناك من يسمّمون الآبار السياسية، كبتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، في الحكومة.
  • نتنياهو كلّف الوزير رون دريمر إجراءَ مقابلة تلفزيونية بشأن الموضوع في الإعلام الأجنبي (هذه الموضة الآن في ديوانه)، تحدّث خلالها الوزير عن مفاوضات بشأن توزيع فرو الدُب قبل صيده، بل أيضاً قبل رؤية الدُب أصلاً في الغابة.
  • في خطوة تسويقية كان الهدف منها بث روح التفاؤل في البلد، قيل إن الدوائر القريبة من نتنياهو بحثت إذا كان من المناسب مطالبة الولايات المتحدة بإقامة حلف دفاعي معها (صحيح أنه يتم بحث الموضوع، وفقاً لما نُشر قبل عدّة أيام في "يسرائيل هَيوم" بواسطة أرئيل كهانا). إلاّ إن الموضوع لا يزال في مرحلة بحث الكلام الفارغ من أجل الدعاية السياسية، والهدف منه تضليل الجمهور وإخفاء أن نتنياهو يتراجع عن معارضته منحَ السعودية منشأة نووية أميركية.
  • لطالما كانت إسرائيل كالعروس التي تنتظر، عبثاً، العريس الذي تتمنّاه. هذا العريس كان اتفاق دفاع تتمناه. ولتحافظ على احترامها، ادّعت العروس أنها غير معنية باتفاق كهذا، كنوع من العودة إلى اللحن المعروف - "عندما تقول لا، ماذا تقصد؟".
  • الدليل على اهتمام إسرائيل موجود في حقيقة منسية؛ دافيد بن غوريون سعى لضم إسرائيل إلى حلف الناتو وتم رفض طلبه، حتى إنه بحثَ إرسالَ الجيش الإسرائيلي للقتال إلى جانب الأميركيين في كوريا في الخمسينيات.
  • لكن إسرائيل استمرت في الإنكار. بعد حرب الأيام الستة، زار ليونارد غارمنت، المحامي والمقرّب من الرئيس ريتشارد نيكسون، إسرائيل، حينئذٍ قال له موشيه ديان بالعبرية، ووزير الخارجية آبا إيبن بالإنكليزية، إن إسرائيل تطلب من الولايات المتحدة السلاح، وستقوم هي بمهمة الدفاع عن نفسها بقوّتها الذاتية. وقالا له: "نحن لا نريد أن يسيل دم أي جندي أميركي من أجلنا."
  • في الأساس، كان ذلك لأن الرَجُلَيْنِ فَهِمَا أنه بسبب معارضة الحرب في فيتنام في أميركا، لا يمكن أن يصادق مجلس الشيوخ على حلف دفاعي آخر. والآن أيضاً، لم تحدث المفاوضات بشأن حلف دفاعي، والتي هي ضرورية من أجل الردع العسكري وتجديد مكانة إسرائيل الدولية.
  • دريمر يبيع بضاعة لا يملكها، فأقل شيء مطلوب من جانب الولايات المتحدة لاتفاق سلام (وضمنه حلف دفاعي) سيكون ترسيم المستوطنات ضمن أربع كتل استيطانية، والامتناع من تنفيذ خطة سموتريتش المصابة بجنون العظمة لتوسيعها، والتزام عدم ضم أي [سنتيمتر] من مناطق "ج" في الضفة الغربية، ومنح الفلسطينيين تسهيلات كثيرة، وفي الوقت نفسه، لجم عمليات الجيش ضد مراكز "الإرهاب".
  • حتّى لو تغلّب الطرفان على هذه الصعوبات، فإن الاتفاق مع السعودية لن يؤدي إلى حلف دفاعي، وذلك لأن القليل الذي ستلتزمه إسرائيل سيكون الامتناع من كل خطوة أو تهديد باستعمال السلاح النووي، الذي لدى الأميركيين قناعة بأنه موجود في مخازن الجيش، وليس أقل من ذلك، سيكون مسموحاً لإسرائيل بالدفاع عن ذاتها كما تريد في مواجهة "الإرهاب" اليومي من غزة أو لبنان أو الضفة، لكنها لن تشن حرباً شاملة، حتى لو كانت مبرّرة كحرب الأيام الستة، من دون موافقة أميركية. مَن هذا الذي سيوقّع اتفاقاً يضع صمّام أمان أميركي على الصناعات (بحسب الإعلام الأجنبي) التي تخرج من المفاعل في ديمونا؟
  • الحلم باتفاق كهذا ليس سيئاً، لكن بحسب الإرث اليهودي؛ "الأحلام حديث واهم."
  • في ظل التراجع في العلاقات مع إدارة بايدن والحزب الديمقراطي، والعداء المتصاعد لإسرائيل، فإنه سيكفيها، بدلاً من الأحلام، المحافظة فقط على الالتزام الأميركي بأمن إسرائيل وعلى السلاح المتطور والمال لشراء هذا السلاح، ونوع من اتفاق دفاعي ضمني بحسب "الإكونومست" موجود بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وإسرائيل.