نصر الله يستغل إسرائيل كي يدفع قدماً بطموحاته في الداخل اللبناني
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- التصريحات الجوفاء الصادرة عن مسؤولينا الأمنيين بإعادة لبنان إلى العصر الحجري تخدم حزب الله. وسائل الإعلام والتأويلات بشأن نيّات نصر الله تؤجج الأجواء. ليس لدى زعيم حزب الله أجندة إسرائيلية، بل لديه أجندة لبنانية، وهي المهمة بالنسبة إليه. فهو يستغل إسرائيل من أجل الدفع قدماً بطموحاته في الداخل اللبناني. ونحن نفسّر ذلك بنيّات حربية، بإيحاء من إيران.
- ما يهم نصر الله ثلاثة موضوعات في الساحة الداخلية اللبنانية. الموضوع الأول، التجديد لعمل اليونيفيل في الجنوب اللبناني. فهو يستخدم كل نفوذه كي لا يؤثر هذا التجديد في حرية حركة عناصره، الأمر الذي يتعارض مع قرار مجلس الأمن 1701. التحرك الفرنسي الرامي إلى إبداء مرونة في صيغة تجديد عمل اليونيفيل، يشير إلى أن حزب الله سيحقق مراده. سيكون لدى قوات اليونيفيل المزيد من حرية الحركة، لكن عليها تنسيق تحرُّكها مسبقاً مع الحكومة اللبنانية. وبذلك، يكون نصر الله حقق نقطة لمصلحته في هذا الموضوع.
- الموضوع الثاني، هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية. معركة الانتخابات الرئاسية مشلولة بسبب نصر الله. فهو يطالب برئيس مقرّب منه، يحافظ على العلاقة الوثيقة به، ولا يُزعج نشاطات حزب الله في كل المجالات. ولقد سمّى نصر الله رئيس الجمهورية المقبل، لكن المعارضين له يمنعون انتخابه. حالياً، اتفق كل الأطراف على استئناف مساعي انتخاب رئيس للجمهورية في أيلول/سبتمبر. وإذا أردت أن أخمّن النتيجة، فأقول بشيء من الثقة إن نصر الله سيحقق مراده، والرئيس المقبل سيكون الذي يريده.
- الموضوع الثالث، هو موضوع السلاح لديه. هناك انتقادات في داخل لبنان أن حزب الله يحتفظ بسلاحه ويهدد الجميع به. ويتخوفون هناك من الضرر الذي سيلحق بالبلد إذا بادر نصر الله إلى حرب. لذلك، هناك ضغط كبير لتسليم سلاح حزب الله إلى الجيش اللبناني. وهذا الأمر لن يحدث في المستقبل المنظور، وهذا سبب كافٍ كي لا يخاطر نصر الله بتعريض دولة لبنان للخطر.
- هذه الموضوعات الثلاثة مهمة بالنسبة إلى وضع حزب الله ومستقبله. لن يُقدم نصر الله على أي شيء يمكن أن يعرّض للخطر جهوده لتحقيق أهدافه في الساحة الداخلية اللبنانية. يجب علينا التوقف عن التهديدات التي لن يسمح لنا أحد في العالم بتحقيقها، ويجب على وسائل الإعلام التوقف عن التكهنات بشأن حرب محتملة ونتائجها، والعمل على التهدئة على الأرض.
- الإحراج الليبي: من المتعارف عليه في العالم الدبلوماسي، أنه من أجل إصدار بيان رسمي يتعلق بحدث، أو موضوع جرى بين دولتين، ثمة حاجة إلى موافقة الطرفين، وغالباً ما يصدر البيان في الدولتين في آن معاً. وهذا يدل على موافقة الدولتين وتأييدهما للحدث. فيما يتعلق باللقاء بين وزير خارجيتنا ووزيرة الخارجية الليبية، لم يلتزم الوزير الإسرائيلي بهذا الإجراء، وهو ما أدى إلى أزمة. ليس واضحاً السبب الذي دفع وزير خارجيتنا إلى التصرف بهذه الطريقة. وما يثير الدهشة أن رئيس الحكومة وجّه تعليماته إلى الوزراء بأن عليهم التنسيق معه مسبقاً قبل إصدار أي بيان.
- الشباب الذين لا يريدون التطوع في الخدمة العسكرية: رفضُ أبناء الجيل الطالع التجنيد بسبب الاحتلال، ولأن إسرائيل لم تعد دولة ديمقراطية، هو خطأ. هذا لن يحلّ المسألتين. للشباب الحق الكامل في معارضة الاحتلال. وأغلبيتهم تريد الانفصال عن الفلسطينيين، وهم ليسوا وحدهم في هذه المسألة. القضية سياسية وحلّها سياسي. رفضُ الخدمة والمخاطرة بالتعرض للاعتقال، بحسب القانون، لن يقضيا على الاحتلال. في رأيي، حان الوقت لحل المشكلة التي نشأت بعد حرب الأيام الستة في سنة 1967، والمستمرة منذ وقت طويل.
الكلمات المفتاحية