اتفاق السلام مع السعودية: الطريق الوحيد لإسقاط حكومة اليمين
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

  • من المؤكد أن أصحاب الخيال المتطور ومحبّي الدراما، تخيلوا أمس أن اقتراح التسوية الذي أصدره بيت رئيس الدولة، وبحسبه، سيتم تجميد تشريع الانقلاب القضائي عاماً ونصف العام، وتغيير قانون إبطال "حجة المعقولية"، وأن تركيبة لجنة اختيار القضاة لن تتغير، وأنه يجب أن يكون هناك أغلبية 7 من 9 في لجنة تعيين القضاء من أجل تعيين القضاة ورئيس المحكمة العليا -  هو مؤامرة إيرانية.
  • وللدقة، إنه نجاح إيراني في اختراق قلب المؤسسة الإسرائيلية، وزرع أفكار تخريبية فيه، تخدم مصالحهم، وصبّ المزيد من الزيت على نار الكراهية والفوضى الإسرائيلية، بهدف خلق بلبلة داخل المعسكرات المعارضة والمؤيدة للتغييرات القضائية فمن الواضح أن مَن له مصلحة في زيادة الفوضى في إسرائيل، وحده يستطيع اقتراح خطوة كهذه، أدت إلى غضب في جميع المعسكرات وسط شعب إسرائيل.
  • والآن، وبعد أن هدأت الأجواء بسبب حقيقة أن المقصود ليس مؤامرة إيرانية، إنما نيات طيبة تخرج من بيت رئيس الدولة لوقف هذا الانهيار، تطرح الأسئلة: هل كان هذا حقيقياً، وإن كان حقيقياً، فمن يخدم؟ وبعد كل شيء، هذه الأسئلة تعاظم الفوضى التي اجتاحت الدولة منذ بدء ولاية هذه الحكومة وولاية وزير القضاء فيها، ياريف ليفين، الذي أعلن الانقلاب القضائي...
  • أما في المعارضة، فكما هي الحال في صفوف معسكر المتظاهرين ضد الانقلاب القضائي، عبّروا عن معارضتهم الحادة للاقتراح، ويتعاملون معه على أنه فخ إضافي من صنع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، عشية ذهابه إلى الأمم المتحدة في نيويورك...
  • الذين يتطلعون إلى نهاية حكومة اليمين، يستطيعون رؤية الغروب في الأفق، والنهاية إن أردتم. الأفق في هذه الحالة هو السعودية. فمع كتابة هذه السطور، قام المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط برت مكغورك، يوم أمس الثلاثاء، بزيارة مهمة، برفقة وفد من السلطة، إلى العاصمة السعودية، التي ستسمع من مكغورك ما يمكن أن يحصل عليه الفلسطينيون في إطار اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية.
  • وفي المقابل، سيستمع مكغورك إلى مطالب السلطة من الوفد، وتوقعاتهم من هذا الاتفاق المهم بين السعودية وإسرائيل، إذ من الواضح لكل متابع للتطورات الدراماتيكية عن قُرب أنه مسار مهم لإدارة بايدن بشكل لا يقل عن أهميته لإسرائيل، ولنتنياهو أيضاً - الذي يريد، بشدة، توقيع اتفاق تاريخي كهذا مع السعوديين.
  • حتى اللحظة، لا يزال هناك إشكاليات بسبب رغبة السعوديين في الحصول على النووي لأهداف سلمية، لكن وكما أشارت الجهات التي تعمل في هذا المجال، يجري التحضير لحلول إبداعية لحل الأزمة، ستؤدي في نهاية المطاف إلى الاتفاق. من الواضح أن اتفاقاً كهذا سيُرغم رئيس الحكومة، أولاً وقبل كل شيء، على القيام بتنازلات كبيرة للفلسطينيين، بحسب المطالب السعودية، كمنحهم أراضي من الضفة الغربية وموجودة اليوم في مناطق (ج)، كي تكون تحت السيطرة المدنية الفلسطينية. وفي مقابل هذا كله، تقف حكومة اليمين الكاملة لنتنياهو، التي أكدت لناخبيها أن أهداف سياساتها مختلفة جوهرياً.
  • جزء كبير من هذه الأحزاب، كالصهيونية الدينية، من المؤكد أنه سيعارض هذه التنازلات بحدة، ومن غير المستبعد أن يكون هناك أيضاً مَن يعارض اتفاقاً كهذا داخل "الليكود".
  • من المتوقع أن يحدث الانفجار الأكبر هنا، تحديداً، عندما سيتوجب على نتنياهو أن يختار إما مدّ اليد للسلام مع السعودية، وصناعة شرق أوسط جديد هنا، والدخول إلى التاريخ - أو أن يقول لا للسعودية وأميركا وجزء كبير من شعب إسرائيل، وضمنه للعالم أيضاً،  ويستمر في إدارة شؤونه في حكومة فاشلة مع بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير وسمحاه روتمان. أغلبية الذين يعرفون نتنياهو سيقولون هنا إنه ذكي بالشكل الكافي لاتخاذ القرار الصحيح، وهو ما يدلل على أن محمد بن سلمان هو الوحيد القادر على إنهاء ولاية حكومة اليمين.
 

المزيد ضمن العدد