من شبان في خطر إلى شبان التلال بحماية الصندوق القومي اليهودي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف
  • يواصل الصندوق القومي اليهودي تعزيز قوته كلاعب أساسي في المشروع الاستيطاني لعملية نهب وسرقة الفلسطينيين في المناطق [المحتلة] قبل الضم المستقبلي. وكسائر اللاعبين من المستوطنين، في نظر الصندوق، كل الوسائل مشروعة، وإذا لم تكن كذلك، فإنهم يقومون بتشريعها بمفعول رجعي في المستقبل، بعد أن يستكمل المستوطنون سيطرتهم على دولة إسرائيل.
  • في العامين الماضيين، وظّف الصندوق القومي اليهودي 4 ملايين شيكل في مشروع إعادة تأهيل الشباب الذين تخلوا عن الدراسة، ويسكنون في بؤر ومزارع للرعي في الضفة الغربية. الأموال المخصصة لتمويل عملية التأهيل المهني للشباب انتقلت إلى منظمات وكيانات تشجع إقامة بؤر استيطانية غير قانونية. مصدر في الصندوق قال لـ"هآرتس" إن عدد المزارع في الضفة، والمدعومة من برنامج "شبان في خطر"، أكبر بكثير من المزارع في النقب، أو في الجليل (هاجر سيزيف "هآرتس" أول أمس).
  • في الماضي، جرى الكشف عن شراء الصندوق القومي اليهودي أراض في الضفة الغربية، الأمر الذي أثار عاصفة. ومنذ ذلك الحين، يبدو أن الصندوق استكمل خروجه السياسي إلى العلن، بصفته منظمة استيطانية بكل معنى الكلمة، ولم يبقَ أمامه سوى تبنّي كل الممارسات الشاذة التي يمارسها المشروع الاستيطاني من أجل طرد الفلسطينيين من أراضيهم، والدفع قدماً برؤيا الضم والأبارتهايد: "أكبر قدر ممكن من الأرض وأقل عدد ممكن من الفلسطينيين".
  • في الأعوام العشرة الأخيرة، تحولت مزارع الرعي إلى نوع من البؤر الاستيطانية الأكثر شيوعاً في الضفة الغربية. ووفقاً لتقرير منظمة كرم نافوت [منظمة معارِضة للاحتلال وتتابع موضوع الاستيطان في المنطقة ج]، الذي صدر قبل سنة ونصف السنة، فإن المستوطنين نجحوا، حتى الآن، في السيطرة على 7% من مجمل أراضي المنطقة ج، بواسطة 77 مزرعة رعي تمتد على نحو 240 ألف دونم. بالإضافة إلى ذلك، فإن أوامر الهدم التي صدرت ضد المزارع المصنفة غير قانونية، لم تطبَّق بسبب سياسة الإدارة المدنية ووزارة الدفاع ورئيس الحكومة. وبالتالي، المسألة مسألة وقت حتى يتم تشريع هذه المزارع بصورة قانونية، ولا سيما بعد سيطرة بتسلئيل سموتريتش على الإدارة المدنية.
  • الصندوق القومي اليهودي ردّ على ذلك بالقول "إن برنامج ’شبان في خطر’ موجود في بلدات الضواحي المهمشة، اجتماعياً وجغرافياً، وكذلك في المزارع الزراعية في كل أنحاء البلد." لكن الأراضي المحتلة ليست من الضواحي، و"المزارع الزراعية" في المناطق موجودة خارج إسرائيل. ويظهر من الرد أن الصندوق القومي اليهودي غير مبالٍ بعدم قانونيتها، فقد جاء في رده: "الصندوق القومي اليهودي يشارك في النشاط التعليمي، ولا يتناول الوضع القانوني للمزارع." عملياً، الصندوق يعبّد الطريق أمام "شبان في خطر" كي يتحولوا إلى شبان التلال.
  • وكسائر المؤسسات الوطنية، فإن الصندوق القومي اليهودي الذي أنهى مهمته التاريخية مع قيام الدولة، كان يجب إغلاقه منذ ذلك الحين. وهذا صحيح اليوم أضعاف الأضعاف، بعد أن تحول إلى صندوق المستوطنات والضم.