يجب القول "لا" لحلف دفاعي إسرائيلي - أميركي
المصدر
القناة 7 "عروتس شيفع"

شبكة اعلامية إسرائيلية تملكها يشيفا بيت –إيل مدرسة يهودية دينية تعنى بتعليم الشريعة اليهودية. ووتملك الشبكة موقعاً إخبارياً يصدر بثلاث لغات: العبرية والإنكليزية والروسية، يمكن الاشتراك فيه مجاناً، وما يشنره الموقع يعبر اجمالاً تعبر عن وجهة نظر الأحزاب الدينية وجمهور المتدينين من المستوطنين.

  • في إطار المفاوضات الثلاثية بين إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة، حيث أحد المطالب السعودية هو حلف دفاعي مع الولايات المتحدة، طُرحت أيضاً فكرة بناء حلف دفاعي بين إسرائيل والولايات المتحدة. يجب رفض ذلك.
  • ربما هناك مصلحة سعودية بحلف كهذا كما يبدو؛ لكن حلفاً شبيهاً بين إسرائيل والولايات المتحدة سيُلحق الضرر بأمن الدولتين، وبصورة خاصة بأمن إسرائيل.
  • حلف دفاعي مع الولايات المتحدة لا يعني أن إسرائيل لديها رصيد مفتوح للقيام بكل ما تراه مناسباً للدفاع عن أمنها، بل ستضمن الولايات المتحدة الدفاع عنها من العواقب السيئة. بما معناه، هذا الاتفاق سيكون مشروطاً بعدم قيام إسرائيل بأي عمل تعتقد الولايات المتحدة أنه غير ضروري، ومبالَغ فيه.
  • ستتوقع الولايات المتحدة من إسرائيل أن تلائم نفسها وحاجاتها الأمنية مع العقيدة الأميركية. ويمكن لهذا الحلف أن يدفع الولايات المتحدة إلى التشكيك في مطالب إسرائيل بالحصول على سلاح متطور (على حساب دافع الضرائب الأميركي): "نحن أصلاً نضمن أمنكم، لماذا أنتم بحاجة إلى هذا؟"
  • لدى الولايات المتحدة وإسرائيل مصالح مشتركة أساسية، لكن هذا لا يعني أن كل مصالح الدولتين هي نفسها. أحياناً، تتميز السياسة الأميركية بفهم مغلوط فيه وجري وراء مصالح قصيرة المدى. اليوم، يوجد بعض النماذج من ذلك:
  • الولايات المتحدة تريد من إسرائيل أن تتنازل وتبيع سلاحاً وتكنولوجيا متطورة لأوكرانيا، وذلك على الرغم من أنه لا يوجد أي عضو في حلف "الناتو" أو في أوروبا يتعرض لمخاطر أمنية من طرف روسيا كتلك التي تتعرض لها إسرائيل.
  • الإدارة الأميركية الحالية لا تقوم إلاّ بالتصريح بأنه ممنوع على إيران الحصول على سلاح نووي، لكن من الواضح أنها لن تقوم بأي شيء عملي لمنع ذلك، وتطلب من إسرائيل أيضاً عدم القيام بأي خطوة.
  • الإدارة الحالية أيضاً أسيرة النظرية القائلة إن إسرائيل هي المسؤولة عن استمرار الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وتطالب إسرائيل بالامتناع من اتخاذ خطوات أمنية ضرورية ضد الفلسطينيين، حتى لو كان ثمن ذلك قتل مواطنين إسرائيليين.
  • هذه المواقف الأميركية تتعارض مع المصالح الأمنية الأساسية لإسرائيل، ولا يجب القبول بها. القرب السياسي لإسرائيل من الولايات المتحدة هو رصيد مهم لإسرائيل، لكن ندفع ثمنه الواضح اليوم والمتمثل بقدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها. 
  • الضمان الأهم لأمن إسرائيل - وأمن أي دولة - هو استقلالية اتخاذ القرار لما يجب  أن تقوم به للدفاع عن نفسها والعمل استناداً إلى ذلك. لا يوجد أي حلف دفاعي مع أي دولة أجنبية يمكن أن يستبدل استقلالية القرار هذه بالدفاع عن أنفسنا.
  • الولايات المتحدة قوة دولية عظمى، ويمكنها أن تصمد عشرات الأعوام الصعبة. وهذا ليس صحيحاً بالنسبة إلى حلفائها أيضاً، وهو ما يمكن أن تكتشفه تايوان مثلاً خلال أعوام قليلة. إسرائيل مستقلة وقوية تخدم المصالح الأميركية البعيدة المدى، حتى لو كان الثمن الذي ستدفعه أميركا هو رفض إسرائيل تبنّي كل سياسة قصيرة المدى تصدر عن واشنطن.
  • الرصيد الأهم لإسرائيل في الولايات المتحدة هو الطريقة التي يرى فيها الشعب الأميركي ديمقراطيتنا واستقلالنا: منذ أيام بن غوريون، إسرائيل ملتزمة بالدفاع عن نفسها وعدم الاعتماد على الغرباء. الإدارات الأميركية ستفضّل إسرائيل مرتبطة بالتزام الولايات المتحدة بالدفاع عنها، ولكن، في نظر الجمهور الأميركي فإن هذا سيحولنا من مستقلين إلى تابعين - دولة عبء، يمكن الاستخفاف بها وعدم تقديرها.
  • على إسرائيل أن تتذكر سنة 1975. في تلك السنة، تخلت الولايات المتحدة عن حليفة لها، فيتنام الجنوبية، وقبلت بسقوطها في يد الأعداء. وفي العام نفسه أيضاً، حذّرت رئيسة الحكومة غولدا مئير شعبها من الاعتماد على الوعود الأميركية. هذا التحذير صالح اليوم أيضاً.