حزب الله أولاً
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- برزت هذا الأسبوع وحدة وطنية شعبية عفوية وجارفة، واجتاحت السياسيين الذين شكلوا، قلباً وقالباً، حكومة طوارىء. لدى هذه الحكومة القدرة على المحافظة على "الوحدة" وقيادة الشعب إلى الانتصار في الجبهتين اللتين يقف الشعب في مواجهتهما. بطبيعة الأمر، كلنا نركز على الجبهة الجنوبية، لكن جوهرياً، الجبهة الشمالية هي الأكثر خطورة على سكان البلد. من دون ضربة استباقية، ستتساقط مئات الآلاف من الصواريخ، بينها العديد من الصواريخ الدقيقة القادرة على التسبب بسقوط عدد كبير من القتلى في الجبهة الداخلية، وبتدمير فتّاك للبنى التحتية، بينها البنى العسكرية، وهو ما سيحدّ من قوة الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً سلاح الجو، على الرد الحاسم.
- بعد "المذبحة" في باري وفي قرية غزة وصور المخطوفين، فإن الرأي العام العالمي يسمح لنا، أكثر من أي وقت مضى - وربما في المستقبل - بالقيام بهجوم استباقي ضد منظومة الصواريخ التي تهددنا، وجعل مصير نصر الله كمصير يحيى السنوار.
- الإحباط المعنوي الناتج من الفشل المخزي في حرب لبنان الثانية [حرب تموز/يوليو 2006]، دفع بحكومة إسرائيل وجيشها إلى السماح لنصر الله بالتسلح بصواريخ كثيرة. لقد هددا، وما زالا يهددان:" إذا هاجم حزب الله السكان الإسرائيليين، سنعيد لبنان إلى العصر الحجري." وهذه النظرية مشوهة وغير ممكنة. فالانتقام لن يعيد إلى الحياة آلاف القتلى، وربما عشرات الآلاف، ولن يعيد إعمار البنى التحتية التي دُمّرت. عبر الاستديوهات، يطمئننا الجنرالات الذين فشلوا في حرب لبنان بأن "حزب الله مرتدع". "التنظيمات الإرهابية" لا ترتدع، كما ثبت يوم السبت. فـ"حماس" كانت تعرف ما الذي ينتظرها بعد "المذبحة" الجماعية.
- يجب أن نستفيق من هذه النظرية التي استمرت أعواماً طويلة، والقائلة إننا في الشمال نتعامل مع تنظيم "إرهابي عقلاني". يجب إطاحة تنظيم نصر الله الآن - وليس فقط عندما يُمطرنا بآلاف الصواريخ. الآن، وبعد تحذير جو بايدن إيران وحزب الله من الهجوم، بينما لدى الجيش الإسرائيلي، وخصوصاً سلاح الجو، الوقت لتنظيم الصفوف. إن تضييع هذه الفرصة السانحة الخاصة يمكن أن نندم عليه طويلاً.
- ليس لدى إسرائيل مطالب إقليمية في لبنان. نصر الله يعرف أننا إذا لم نهاجَم فلن نهاجِم أبداً. لذلك، ملأ مخزونه الاحتياطي، بهدف قتل أكبر عدد ممكن من اليهود والانتقام للنكبة. وبدلاً من أن نستوعب نياته بصورة جيدة ونقوم بعملية استباقية عندما كانت صواريخه قليلة وبدائية، فإن إسرائيل احتوته. في البداية، احتوته حكومة أولمرت، بعدها حكومات نتنياهو الضعيفة. ويجب أن نتذكر أيضاً أن الأغلبية الساحقة من رؤساء المؤسسة الأمنية أيّدوا هذا الاحتواء. نراهم الآن يجلسون في الاستديوهات ويتهربون من مسؤولياتهم ومن الخطيئة التي ارتكبوها، والتي تبرز اليوم نتائجها الصارخة بصورة لا توصف: اقتلاع غوش قطيف، والسماح بسيطرة "حماس" على القطاع.