ما يدور هنا معركة على صورة الشرق الأوسط
المصدر
مكور ريشون

صحيفة إسرائيلية يومية بدأت بالظهور في سنة 2007. تميل نحو مواقف اليمين وتؤيد نشاطات المستوطنين في الضفة الغربية، كما تعكس وجهة نظر المتدينين في إسرائيل.

المؤلف
  1. القطاع في طريقه إلى أن يصبح منطقة منكوبة. الهجمات الجوية تدمر المنطقة، قطع المياه والكهرباء والغذاء، هو مرحلة أولى لخلق تجربة من نوع نكبة 2023. لكن هذا لن ينتهي من دون مناورة برية. القضاء على "حماس" وقتل أطرها العسكرية وتدمير مؤسسات سلطتها، يفرض دخولاً برياً. وهذا سيحدث. للمرة الأولى، الجيش الإسرائيلي يعمل بحكمة، وبنى البنية المتعلقة بهذا الموضوع غير السهل. إن ترجمة هذا الهدف الكبير إلى عملية يتطلب التفكير والهدوء.
  2. حزب الله في داخل الحدث، ومَن يعتقد أنه سيبقى خارجه هو على خطأ. والسؤال الوحيد: ما هو نطاق التحرك الذي سيسمح به الحزب لنفسه. والسؤال ليس إذا كان سيتحرك، لأنه يتحرك فعلاً، بل بأيّ طريقة؟ الأميركيون وحاملات الطائرات يشكلون جزءاً من الجهد الإسرائيلي من أجل تقليص حدود نطاق تحرُّك هذا التنظيم الذي لا يقلّ جنوناً.
  3. بناءً على هذا، فإن الحرب ليست حرباً بين "حماس" وإسرائيل، بل هي حرب إقليمية بين معسكرين، مستمرة منذ 3 أعوام على الأقل، منذ سنة 2021 وعملية "حارس الأسوار". خاضت إسرائيل هذه الحرب بأسلوب "المعركة بين الحروب": لسعات صغيرة وخدوش، واعتقدنا أنه يمكن المضيّ قدماً. ما يجري هنا هو صراع هائل على صورة الشرق الأوسط بين معسكرين؛ بين معسكر البرابرة وبين معسكر التحضّر. ولهذا مغزيان.
  4. هذان المغزيان هما: هذا لا يمكن أن ينتهي عند "حماس". فالمعسكر الأول مؤلف من حزب الله وإيران، وإسرائيل مضطرة إلى تفكيك حزب الله (أي معالجة أذرع التنين)، أو التعامل مع إيران (رأس الأفعى). وتوجد هنا فرصة. فقد جرى تجنيد الاحتياطيين، وهناك موقف سياسي موحد، وتأييد دولي غربي، واستعداد للقتال، بعد سنوات من الاحتواء، والسؤال هو فقط: ماذا نفعل، وهل جيشنا الإسرائيلي قويّ بما فيه الكفاية للقيام بذلك؟ المهمة الثانية هي أننا سنضطر في اليوم التالي إلى مواجهة الوضع في قطاع غزة. تحوُّل غزة إلى صومال أمر سيئ. وهذا وقت للتفكير فيما بعد "حماس".
  5. الحرب ستستغرق وقتاً. والمعركة العسكرية ستستمر وقتاً طويلاً، أسابيع، وربما عدة أشهر. مَن يعتقد أنها عملية سريعة هو على خطأ. يجب ألّا نتسرع. يجب التفكير قبل أن نُقدم على أيّ شيء قررناه. عملية "السور الواقي" في الضفة الغربية استغرقت وقتاً. وقطاع غزة هو مسألة معقدة أكثر بكثير. الصبر ضروري وحاسم. في الاستديوهات، يضغطون قليلاً، لكن الحرب لا تجري بهذه الطريقة التي يعتقدونها.
  6. لهذه الحرب حلقة دولية أيضاً. هي أشبه بحرب أوكرانيا ثانية. والأمر المهم هو أن العالم انقسم مرة أُخرى، بعد أعوام كثيرة، إلى غرب (أميركا وأوروبا الغربية وإسرائيل) وشرق (روسيا والصين وإيران). وتدور الحرب في النقطة الوسط بين الغرب والشرق، هنا على أرض إسرائيل. إسرائيل عادت إلى الغرب. ولهذا مغزى يشمل سياستها إزاء أوكرانيا. في هذه المرحلة، يجب أن يتحول الغموض وما بعد الحداثة، اللذان طبعا السياسة الإسرائيلية في كل المجالات، إلى وضوح معاصر واضح ومطلق. لا مكان للرمادي بعد اليوم.