رئيس الشاباك يعلن للمرة الأولى مسؤوليته عن التقصير الاستخباراتي
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

تطرّق رئيس الشاباك رونين بار، للمرة الأولى، مساء اليوم (الاثنين) إلى الهجوم المفاجئ الذي شنّته "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر. وكتب في رسالة أرسلها إلى العاملين في الشاباك، جاء فيها: "على الرغم من سلسلة العمليات التي قمنا بها، فأنني آسف لأننا لم ننجح يوم السبت في التحذير الذي كان سيسمح بإحباط الهجوم. وبصفتي رئيساً للشاباك،’ فإن مسؤوليتي عن ذلك كبيرة. سيأتي وقت التحقيقات، الآن، وقت القتال."

وأضاف: "لقد أظهر رجالنا شجاعة وجرأة وروحاً قتالية. وانتشرت قواتنا في الساحة وانتقلت من قتال إلى قتال، في مواجهة عشرات "المخربين". فقدنا العشرات من العناصر الجيدة جداً، وجُرح كثيرون منا، كما خسر رجالنا أفراداً من عائلاتهم." وأضاف: "منذ اليوم الأول، أقمنا جهازاً خاصاً بمشاركة الجيش الإسرائيلي، من أجل تركيز الجهود على إعادة المخطوفين والمفقودين، وتحديد أماكنهم والعثور عليهم. كما أنشأت أطقماً خاصة مختلفة، وفق الأغراض القتالية. نحن في حالة حرب، ولسنا في جولة. الجولة ننهيها بالانتصار وتحقيق الهدوء، الحرب تنتهي بالحسم وتغيير الوضع. ليس هناك حدود في الزمان والمكان. أفراد الشاباك منتشرون اليوم في كل البلد وخارجه، يدافعون مع الجيش والشرطة عن الحدود، وينقلون المعركة إلى ملعب العدو بالتدريج."

تجدر الإشارة إلى أن مصادر عسكرية وأمنية، بلّغت الجيش والشاباك، قبل بضع ساعات من تجاوُز ألف "مخرب" أبواب مستوطنات غلاف غزة، إشارات إلى تحرُّك قوات "حماس" على خط التماس.  وخلال ليلة الجمعة - السبت، جرى نقاش هاتفي بمشاركة رئيس الأركان وعدد من الضباط الآخرين. عندما أدرك الشاباك أن شيئاً ما يحدث، وصل رئيس الشاباك إلى مركز القيادة ليلاً، وبقي هناك حتى بداية الهجوم. والمشاورات التي جرت بين منتصف الليل وحتى الخامسة فجراً، تدل على أن الرد كان جدياً. وأرسل الشاباك طاقماً خاصاً إلى منطقة غزة قبيل الفجر.

ومع ذلك، فإن الجيش والشاباك لم يعتقدا أن المقصود عملية واسعة، بل احتمال إطلاق صواريخ، أو تسلُّل محدود جداً، كما شكّوا في عملية خطف، لكن ليس بالحجم الكبير كما جرى لاحقاً.

يأتي تحمُّل رئيس الشاباك المسؤولية عن الهجوم "الإرهابي" القاتل، بعد إعلان عدد من المسؤولين مسؤوليتهم، مثل رئيس الأركان اللواء هرتسي هليفي، عندما قال: "الجيش مسؤول عن أمن الدولة ومواطنيها، وفي صباح يوم السبت، لم نقُم بذلك في غلاف غزة." كما أعلن عدد من الضباط الكبار الآخرين مسؤوليتهم أيضاً.

وزير المال بتسلئيل سموتريتش أعلن مسؤوليته الكاملة، كوزير في وزارة الدفاع، فصرّح في مؤتمر صحافي: "أيها المواطنون الإسرائيليون، أنا أتحمل المسؤولية عمّا جرى، وما سيجري، والمذبحة التي أصابتنا، التي لم تعرف إسرائيل بوحشيتها من ذي قبل. هذه الوحشية لم يعرف العالم مثلها منذ المحرقة."

رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي أعلن هو أيضاً تحمُّله المسؤولية عن الكارثة. واعترف بأنه أخطاً في تقديره أن "الإرهاب " في غزة مكبوح، وفي حالة ردع، والذي صدر عنه قبل 6 أيام من هجوم "حماس".

حتى الآن، لم يتحمل رئيس الحكومة المسؤولية عن الكارثة. وقال في افتتاح دورة الكنيست: "هناك الكثير من الأسئلة عمّا حدث، سنحقق في كل شيء، وبدأنا باستخلاص الدروس."  كما أعلن وزير الدفاع يوآف غالانت تحمُّله المسؤولية بصورة قاطعة، وقال في الأمس: "أخطأنا عندما اعتقدنا أن ’حماس’ هي أهون الشرور، فإذا بها أكبر الشرور."  وحتى الآن، لم يتحمل رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء أهرون حليفا بعد المسؤولية عن هجوم "حماس".