يعيشون بين ظهرانينا، ويكيلون المديح لأعدائنا: مواطنو إسرائيل يدركون فداحة الموقف
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- تحدثت الشرطة الإسرائيلية عن العشرات من حالات اعتقال العرب - الإسرائيليين الذين عبّروا عن تأييدهم لحركة "حماس". إن الشرطة، من خلال ذلك، تعبّر عن تغيير جذري في مواقفها، حتى لو كان الأمر يرتبط فقط بوضع إشارة إعجاب على منشور يمجّد القتَلة من "حماس" وأعمالهم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
- هذا التغيير في التوجه لم ينعكس فقط في موجة الاعتقالات الواسعة، بل في صور الاعتقال التي تنشرها الشرطة: إذ يتم تصوير المعتقلين مكبّلين، وخلفهم العلم الإسرائيلي. لقد أدركت الشرطة عظمة الحدث، كما أدركت أنه يجب خلق حالة ردع هنا، وأن يكون هذا "عبرة لمن يعتبر".
- هناك تفصيل رئيسي ينبغي التركيز عليه، هو هوية المعتقلين. المعتقلون، في أغلبيتهم، ليسوا من عامة الشعب، أو من الضالين، بل يحتلون مناصب كبيرة في المجتمع الإسرائيلي: طبيب في علوم الدماغ؛ مدير قسم في مستشفى "هشارون"؛ مربية في مدرسة؛ طبيب في مستشفى هداسا في القدس، وكثيرون غيرهم.
- آخر الحالات التي أثارت ضجيجاً، هي قضية ميساء عبد الهادي، الممثلة الإسرائيلية من مدينة الناصرة، التي مثّلت في مسلسلات إسرائيلية عديدة، مثل "سنوات الثمانينيات" و"نموت للحظة". والدها طبيب، ودرست في التربية وعلم الاجتماع، وحازت شهادة بكالوريوس في العلاج بالماء؛ لقد أعطتها إسرائيل جميع الوسائل لبناء سيرتها المهنية كممثلة ناجحة. وظاهرياً، أعطتها الدولة جميع الأسباب التي تدعوها إلى ردّ الجميل بالمثل، وتقديم الشكر للبلد الذي وفّر لها حياة طيبة.
- لكن، حين اندلعت حرب "السيوف الحديدية"، شاركت عبد الهادي آلاف المتابعين لها على وسائل التواصل الاجتماعي منشورات تمجّد نشاطات "حماس". ومن ضمن ما نشرته على حساباتها، صورة العجوز التي تم خطفها بعنف، وهي تجلس في سيارة جيب مع "المخربين"، وقد كتبت عبد الهادي تحت الصورة "ستكون هذه مغامرة العمر بالنسبة إلى العجوز"؛ وقد كتبت على خلفية صورة الجدار المحطم، العازل بين غزة والغلاف، عبارة "دعونا نفعل هذا كما فعل أهل برلين".
- المشكلة الأساسية هنا لا تكمن في أنها نشرت هذه المنشورات السيئة والجاحدة، بل في كونها كانت تعلم، بصورة واضحة، أنها بعملها هذا، تقف على عتبة تحطيم سيرتها المهنية، وقد فعلت عبد الهادي ذلك برأس مرفوع، وحدقات مفتوحة تماماً.
- المشكلة الكبيرة التي تواجهها إسرائيل ليست في أن المواطنين الذين عاشوا بين ظهرانينا بسعادة وطمأنينة يمجّدون أفعال "حماس" - "داعش" "الإجرامية"، بل في أن كثيرين بيننا لم يغيروا موقفهم من ذلك حتى الآن، ولا يعترفون بأن ما يحدث هنا هو كراهية لليهود، لأنهم يهود. هناك مَن حاول الادّعاء أن ما تقوم به الشرطة "طفولي"، و"انشغال بسفاسف الأمور"، وأن أفعال الشرطة "مخجلة". لكن الواقع يثبت أن الشرطة تفهم الصورة جيداً، وأنها تردّ بصورة حازمة ولغة يفهمها جيداً مَن يقوم بتمجيد "المخربين".
- القبضة الحازمة التي تستخدمها الشرطة في مجال شبكات التواصل الاجتماعي، أدت دوراً حاسماً في المعركة، إذ إنها تهدف إلى توجيه رسالة صارمة إلى "عرب إسرائيل" الذين يؤيدون "حماس". لقد انتهت فترة الدلع، لا يُسمح لكم باتخاذ موقف قومجي معقد في نزاع سياسي معقد وطويل الأجل. وكلّ مَن يجرؤ على إبداء تأييده، بأيّ طريقة، لحركة "حماس" "الإجرامية"، هو مثل الذي يمجّد هذه الأعمال، ويدعو إليها عملياً، وهو جزء لا يتجزأ من "ماكينة الإبادة النازية".
...