الإشارات تدل على أنه من الأجدى التشكيك في التقدير أن حزب الله مرتدع ولن ينضم إلى الحرب
المصدر
مكور ريشون

صحيفة إسرائيلية يومية بدأت بالظهور في سنة 2007. تميل نحو مواقف اليمين وتؤيد نشاطات المستوطنين في الضفة الغربية، كما تعكس وجهة نظر المتدينين في إسرائيل.

المؤلف
  • العملية في غزة لا تزال مستمرة. الجيش يستمر في تقشير أطراف غزة، طبقة تلو الأُخرى، في الطريق إلى مركز عصب "حماس" في المدينة نفسها. حتى الآن، تُدار العملية البرية تحت غطاء ضباب المعركة، وبأقل ما يمكن من التصريحات والفيديوهات والعروض البصرية والسمعية مثلما جرى في العمليات السابقة.
  • هذا الضباب كان خطوة ذكية. الهدف منه تكتيكي في الأساس، وأيضاً عملياتي: جهود لحصر المعركة في ساحة القطاع ومنع انجرارها إلى جبهات أُخرى، وبصورة خاصة إلى شمال البلد. وفعلاً، خلال الأيام الأولى للمناورة البرية التي لم يتم إعلانها، الخطوة نجحت. صحيح أن حزب الله مستمر في التحرك في الشمال، لكنه حدد عملياته ضمن أطر محددة جداً مما سمح للجيش بأن يتعلم، ويُلحق الضرر أيضاً بخط الهجوم الأول التابع للحزب القريب من السياج الحدودي.
  • ومع ذلك كلما امتدت المعركة البرية في غزة، كلما ازداد التردد في محور المقاومة الذي تقوده إيران بشأن مسألة توسيع وتعدُّد الجبهات.
  • عدد ليس بالقليل من المحللين يدّعي، استناداً إلى الأيام الماضية، أن حزب الله مرتدع، ولن يتجرأ على اللعب بطريقة أكثر عدائية. بعض هذه الادعاءات يستند إلى الوجود الأميركي في المنطقة، وإلى تقديرات بشأن ثمن الخسارة الإيرانية في حال توسعت المواجهة.
  • يبدو أنه يجب البدء بالتشكيك في هذه التحليلات. لا يوجد ردع حقيقي. لا إسرائيلي، ولا أميركي. فبعد أكثر من 10 أعوام على تراجُع ردع القوتين سواء الإقليمي والعالمي، من الصعب نفخ روح الحياة في هذا المجال بعد بضعة أيام من القتال، أو بفضل حاملتَي طائرات وبضعة آلاف من جنود المارينز ومنظومات دفاع جوي تم نشرها في الشرق الأوسط.
  • يجب أيضاً الأخذ بعين الاعتبار أننا في إسرائيل ننظر إلى هذه الحرب كحرب فُرضت علينا (حرب الاستقلال الثانية)، وأن الطرف الآخر ينظر إليها كحرب مختلفة من حيث القيم، لكنها مشابهة. من غير المؤكد أن إيران قررت توقيت الحرب، لكن منذ بدأت، باتت هناك فرصة لتغيير خريطة الشرق الأوسط، بالنسبة إليها.
  • ومن هنا، فإن المحور الإيراني هو فعلاً في حالة تردُّد بشأن مسألة استغلال الحرب التي اندلعت، من أجل توسيعها بطريقة تعيد صوغ الشرق الأوسط، وبصورة خاصة بسبب الدعم الذي يتلقاه هذا المحور من الصين وروسيا و"اللاساميين" الجدد في العالم كله.
  • إذا حاولنا قراءة خريطة التردد هذه، فهناك عدة إشارات تدل على تردد أقل وعلى الاتجاه الذي يبدو أن المواجهة تتوسع في إطاره. عمليات الحوثيين التي لا يمكن اعتبارها إلا عمليات إيرانية، عبر الأذرع في اليمن. والأسد أيضاً بدأ بالانضمام إلى الحرب خلال الأيام الماضية، أما حزب الله، فلا يزال يجهّز السيوف، ويقوم بنوع من أنواع الـBuild up، تحضيراً لخطاب اليوم الجمعة.
  • لهذه الأمور جميعها إسقاطات بالنسبة إلى إسرائيل، ويبدو أن جهود إسرائيل في عزل الحرب في قطاع غزة، والإبقاء على بقية الجبهات في حالة مواجهة منخفضة بدأت تُستنفد. يمكن الافتراض، بحذر، أنه مع كل يوم قتال في غزة، ومع كل نجاح إسرائيلي في مواجهة "حماس"، يرتفع احتمال خطر تحرير القيود والكوابح من طرف المحور الإيراني.
  • توسيع الجبهة يمكن أن يتم من الطرف اليمني للحوثيين، لكن أيضاً عبر منطقة الجولان وعمليات تقوم بها الميليشيات الداعمة لإيران والقوات السورية. ومن غير المستبعد أن تقوم إيران نفسها بما يعتقد الجميع أنها لن تقوم به، وتخوض الحرب بنفسها، ولو بصورة محدودة، ومن أراضيها، عبر إطلاق صواريخ، أو مسيّرات. لكن لا شك في أن التحدي الأكبر هو حزب الله.
  • بعد أن قام الجيش بضرب خط الهجوم الأول لحزب الله، فإن احتمال توسيع القتال، جغرافياً، في منطقة الجليل كلها، حتى حيفا، وأيضاً عسكرياً، عبر تفعيل خط الهجوم الثاني، أو الثالث لإطلاق الصواريخ، يرتفع بشكل جدّي. وفي السياق الأخير، فإن الحديث يدور عن إطلاق نار كثيف، يمكن أن يُلحق الضرر بشكل دقيق، وبصورة خاصة بسبب مشروع الصواريخ الدقيقة التي لدى حزب الله، ويمكن أن يصيب أماكن حساسة.
  • لا يجب الحديث كثيراً عن إسقاطات تطوُّر كهذا. لكنه سيدفع إسرائيل إلى التخلي عن جهود تأطير الجبهة، وأيضاً الخطوط الحمراء الخاصة بها في لبنان وسورية، وطبعاً حزب الله، وأن تقوم بما كانت تأمل الامتناع من القيام به في هذه المرحلة، وخلال مرحلة المناورة البرية في القطاع.
  • وفي هذا السياق، يجب الانتباه إلى أمر واحد: لا تزال طهران صامتة. وهي المكان الأكثر أماناً في هذه الحرب، ويبدو أنه حان الوقت ليبدأ الأميركيون بالتفكير جدياً في كيفية تفكيك رأس "الأفعى"، والتي نجحت حتى الآن، في تفكيك النظام القائم السابق في الشرق الأوسط وإدخاله في فوضى غير مسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.
 

المزيد ضمن العدد