أجرت إذاعة "كول براما" حواراً مع وزير التراث اليهودي عميحاي إلياهو (حزب قوة يهودية) قال فيه إن ما يقوم به الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة غير كافٍ.
وفيما يتعلق بالأخبار المتعلقة بقتل المدنيين العزّل، صرّح إلياهو، قائلا ً: "لا مكان لقطاع غزة. لا يجب أن يكون لِما نطلق عليه اسم شمالي القطاع أي وجود. إن كل مَن يرفع راية منظمة التحرير الفلسطينية، أو راية ’حماس’ لا يجب أن يظل حياً. لم نكن لِندخل مساعدات إنسانية للنازيين، ولم نكن في حالة حرب معهم لنتحدث عن مدنيين عزّل. لا يوجد في قطاع غزة مدنيون غير ضالعين في الأعمال القتالية. هؤلاء لا يخافون من الموت. علينا أن نفهم ما الذي يمكنه ردعهم. إنهم يواصلون، منذ خمسين عاماً، تحطيم ردع الجيش الإسرائيلي."
أما فيما يتعلق بالأسرى الإسرائيليين المتواجدين في القطاع، فقد قال الوزير إنه يصلّي من أجل سلامتهم، لكن هناك أثماناً للحرب.
مقتطفات من المقابلة:
* نحن الآن بعد شهر من الحرب، والهدف هنا واضح، ويتمثل في اجتثاث "حماس" والقضاء عليها تماماً. هل تعتقد أن الجيش ودوائر صُنع القرار السياسي، بجميع قراراتها فيما يتعلق بالمساعدة الإنسانية، والتعاون مع الولايات المتحدة، يقومون بالأمر الصحيح الآن؟
- أعتقد أنهم لا يقومون بالأمر الصحيح كما يجب. المشكلة لا تكمن في "حماس" فقط، فما المقصود بالقضاء عليها وحدها؟ يجب القضاء على كل مَن يؤيدها. "حماس" أيديولوجيا، وليست أشخاصاً. علينا أن نقوّض إمكان قيام هذه الحركة حتى بعد القضاء عليها. هذا يعني أن تعريف المهمة أيضاً معقّد نوعاً ما. لو كنت أنا المسؤول لكنت عرّفت المهمة بصورة مختلفة.. هذا ليس رأيي وحدي. بل هناك آخرون يؤمنون بما أؤمن به. لكن التوجه هو توجُّه صحيح. يجب أن ندرك أن جنود الجيش الإسرائيلي يُنزلون بهم ضربة قاسية...
*.. لكن الضربة تهدف إلى القضاء على "حماس". وهذا ما علينا أن نسعى لتحقيقه، أليس كذلك؟
- أعتقد أننا سنقضي على "حماس". لكن هذا ليس كافياً. ما الذي يعني القضاء على "حماس"؟ انظروا إلى مقاطع الفيديو التي تصدر من هناك، فالسكان المدنيون لا يختلفون عنها. مجدداً: ما المقصود بالقضاء على "حماس"، أنا أتساءل عن الهدف من هذه الحرب. فهل السلطة الفلسطينية أفضل من "حماس"، أم أسوأ منها؟ هؤلاء "القتَلة" الذين أتوا لقتل المدنيين، وليسوا مؤيدين لها. ألا يجب القضاء عليهم أيضاً؟
*ما الذي يجب فعله إذاً؟
- الآن، نحن في ظل حالة يهدف فيها القتال إلى القضاء على "حماس"، وآمل أن يمضوا إلى أبعد من ذلك. أنا لست عضواً في مجلس الكابينيت... إذا كنت تسألني عمّا إذا كانت هذه الضربة كافية، فإجابتي هي "لا". في رأيي، هذا الرد ليس كافياً.
*ما الذي تعتقد أن عليهم فعله بالإضافة إلى ما يفعلونه؟
- يجب القضاء على حلمهم بتوجيه الضربات إلينا. علينا أن نجبرهم على خفض عيونهم حين ينظرون إلى جنود الجيش... ليس فقط هناك في القطاع، بل في كل مكان. هذا ما يجب فعله، في رأيي.
*ما هي الإجراءات التي يجب القيام بها بالتفصيل؟
- عندما تبدأ حرباً، وتتحدث عن مدنيين غير ضالعين في الأعمال القتالية، وتتحدث عن المساعدات الإنسانية، فإنك تفشل. نحن ما كنّا لنُدخل مساعدات إنسانية للنازيين. وما كنا لنرحمهم. لا وجود لسكان مدنيين غير ضالعين في الأعمال القتالية. لا يوجد أمر كهذا! كل مَن ربّى هؤلاء الوحوش، يجب أن يدفع الثمن. سأقول التالي: لننظر إلى نصف الكأس الملآن للحظة، أنا أعتقد أن الجيش قام بتغيير توجُّهه. وأدرك أنه لا يوجد، ولم يكن يوجد أصلاً، ما يمكن أن نطلق عليه اسم سكان مدنيين.... علينا قتلهم كما يقتلوننا الآن. حتى في حرب لبنان الثانية التي شاركت فيها، في بعض الحالات، كنا نطرق الباب لكي نطلب من "المخربين"، بأدب، أن يخرجوا إلينا، وهم يحملون كوباً من الشاي. لكن الجيش لم يعد على هذا النحو الآن. فالجيش اليوم يوجه إليهم ضربات قاسية. إذا كنت تسألني عمّا إذا كان هذا بالضبط ما يجب فعله مئة في المئة، لأجبتك بالنفي. فإن سألتني ما إذا كان هذا يمثّل 60%، أو 55% ، أعتقد أن هذا صحيح.
*إذا كنت تعتقد أنه ما من وجود لمدنيين غير ضالعين في الأعمال القتالية في غزة، وأنه لم يكن يتعين علينا إدخال المساعدات الإنسانية، وأنت تقول إنك تتوقع أن يقوم الجيش، غداً صباحاً، بإسقاط قنبلة نووية على غزة وتسويتها بالأرض، والقضاء على كلّ مَن فيها، فهل هذا يعني خلاص صهيون؟
- هذه إحدى الطرق الصحيحة للتعامل مع الموضوع، وهناك طريقة أُخرى تتمثل في فحص ما الذي يهمهم؛ ما الذي يرعبهم؛ ما الذي سيخلق لديهم الردع المقبل؟ إنك لا تحقق الهدف حين تكتفي بقتلهم، فهم لا يخافون من الموت. يجب علينا أن نتذكر ذلك. هؤلاء هم الذين قاموا بإرسال أطفالهم إلى الموت. هذا لا يحرّك فيهم ساكناً. علينا أن نفهم ما الذي يردعهم؛ ما الذي يكسرهم. علينا أن نعود إلى مرحلة ما بعد حرب الأيام الستة. عندما لم يعد يتجرأ أيّ منهم على النظر في عيون جندي إسرائيلي، وكانوا يخفضون رؤوسهم. علينا الحفاظ على قدرة الجيش على الردع من خطر الأخلاقيات المزيفة، علينا أن نستعيد هذه الحالة التي كانوا يدركون فيها أن هناك ثمناً. وأن هذا الثمن أكبر من تحمُّلهم، ولذا، فإنني أعتقد أن الجيش يسير في الاتجاه الصحيح. وأعتقد أن ضباط الجيش، وبكل تأكيد الجنود في الميدان، يسيرون في الاتجاه الصحيح. لكن علينا أن نفحص ما الذي يردعهم، وما الذي يزعجهم.... علينا أن نكبّدهم ثمناً في الأراضي، وهذا يعني العودة إلى مجمع غوش قطيف [الاستيطاني في قلب قطاع غزة]. علينا، كما قال باراك، أن نبدأ بإخراجهم من هذه الأرض التي يُطلق عليها اسم قطاع غزة. وأن نسمح لهم بالهجرة إلى أماكن أُخرى. هناك أماكن ترغب فيهم، فليأخذوهم بكل سرور.