شهر على حرب السيوف الحديدية: 10 ملاحظات بشأن الأعمال القتالية
المصدر
قناة N12

موقع إخباري يومي يضم، إلى جانب الأخبار، تعليقات يكتبها عدد من المحللين من الشخصيات الأمنية السابقة، ومن المعلّقين المعروفين.

ضمان أمن قواتنا يسبق تجنيب

 السكان التعرض للمخاطر

  • لقد تحطم خط الدفاع الأول لحركة "حماس". قطاع غزة منقسم إلى قسمين. مدينة غزة محاصرة. المرحلة المتبقية أمامنا (مرحلة التطهير) صعبة وخطِرة. ضباط الجيش الإسرائيلي يملكون المعرفة والخبرة والطرق والأدوات اللازمة لإنجاز الأمر. هؤلاء ليسوا بحاجة إلى نصائح من أحد. وبدلاً من تقديم النصح لهم، علينا مواصلة تقديم الدعم لهم. وخصوصاً في القرارات التي يفضَّل فيها تقليل المخاطر التي تتعرض لها قواتنا، حتى لو كان ثمن ذلك زيادة مخاطر المساس بالسكان المدنيين، وما يستتبعه ذلك من انتقاد دولي يتسبب به الأمر.

المستشفيات في قطاع غزة: من المفضل

التبكير في ضربها، بدلاً من الانتظار

  • ما دامت المستشفيات في قطاع غزة تُستخدم كمقرات قيادة، وما دامت توفر مأوى لناشطي حركة "حماس"، وقناة إمداد شاملة لهم، فمن المفضل التبكير في العمل ضد هذه المستشفيات. بدءاً من اللحظة التي يقوم فيها الجيش بتوجيه إنذار إلى المستشفيات، وتوجد بدائل لتوفير العلاج الطبي، فإن أي تأجيل لن يكون في مصلحتنا. إذ سيتيح هذا التأجيل للعدو إدارة المعركة بأمان، وتوجيه أعمال لضرب قواتنا العاملة في المناطق القريبة. ولأنه يجب علينا، في أي حال، معالجة مقار القيادة هذه، فمن المفضل التبكير في الأمر، وتلافي تكبُّدنا أضراراً محتملة بسبب التأجيل.

تقويض سلطة "حماس"

  • في قطاع غزة، علينا ضرب الشرطة، والمكاتب الحكومية، ومقار البلديات، وجهات الأمن الداخلي التابعة لحركة "حماس". يجب أن يتم ذلك كي لا تتمكن "حماس" من تقديم أي نوع من الخدمات لمواطني قطاع غزة، أو فرض أوامرها عليهم. هذا هو التعبير العملي لمقولة "تقويض حُكم "حماس".

قطع الإنترنت في قطاع غزة بصورة تامة، لا متقطعة!

  • الأمر ضروري لتعطيل حُكم "حماس"، ومنع التنسيق الناجع بين مؤسسات سلطتها، وتشويش جهودها الدعائية، ومفاقمة الارتباك على الأرض، ومنع تدفُّق معلومات قد تزعج قواتنا العاملة على الأرض، لا بل تتسبب بأذيتها. إن الإيقاف المتقطع للإنترنت لا يخلق هذا التأثير. وحتى لو كان هناك ميزات ناجمة عن إعادة الإنترنت، فإنها تتضاءل إذا ما قارنناها بسلبياتها. إن قطع الإنترنت عن قطاع غزة سيفاقم الفوضى فيه. سيكون الضباب أكثر كثافة، لكن ما من حاجة إلى الخوف من ذلك. فالفوضى هي خطوة حتمية على طريق خلق واقع جديد في قطاع غزة.

الهدنات الإنسانية خطِرة على قواتنا

  • ستقوم حركة "حماس" باستغلال فرص وقف إطلاق النار لتعيد تنظيم صفوفها وتضرب قواتنا. وسيتيح وقف إطلاق النار تحسين الصورة لدى الحركة، وتشخيص نقاط الضعف والفرص في مواجهة قواتنا، وتفخيخ مبانٍ ومحاور سير، ونقل مقاتلين ووسائل قتالية. وكما نتذكر، ففي أثناء حملة "الجرف الصامد"، دفعنا ثمناً باهظاً من الدم خلال الهدنة الإنسانية التي فُرضت بمساعدة الأمم المتحدة. وما دام لدينا مواطنون مخطوفون الآن، على الأقل، في قطاع غزة، من دون أن يتاح للصليب الأحمر زيارتهم، ومن دون أن يتمتعوا بأدنى حد من الحقوق الإنسانية، فمن الخطأ السماح بهدنات كهذه.

ترسيم مناطق عازلة أمنية جديدة على الفور

  • يجب العمل على إبعاد خط التماس الحالي على امتداد حدود قطاع غزة بأسره، واحتلال مناطق الحدود الشمالية أيضاً. للأمر قيمة مهمة وعُليا فيما يتعلق باليوم التالي للحرب، كما سيكون هذا جزءاً من ثمن الهجمة التي تم تنفيذها ضدنا. من المهم فعل ذلك الآن، في إطار عملية ترسيم الواقع الجديد.

الاهتمام باليوم التالي للحرب: مبكر وضار

  • فمثل هذا الانشغال يرسل إلى العدو رسالة، مفادها أن الحرب في طريقها إلى النهاية، وهو ما من شأنه رفع معنوياته وتعزيز صموده، وبث رسالة مماثلة إلى قواتنا، وهو يمس بالتصاعد الإيجابي للزخم والرغبة في القتال. فالانشغال بالحديث عمّا بعد الحرب ينطوي على احتمالات نشوب خلاف مفاهيمي داخلي في صفوفنا، والمساس بالتماسك القائم فيما بيننا، كما أنه يحمل في طياته احتمالات الخلاف مع الولايات المتحدة والدول الغربية ودول الإقليم. والأهم: إن ما سيحدث في اليوم التالي للحرب له علاقة بحجم الإنجاز العسكري الذي سيتم تحقيقه، كما سيتعلق بالديناميات والفرص التي ستنشأ نتيجة الإنجاز العسكري، ولا يمكن توقُّع هذا كله منذ الآن. وبناءً عليه، من الواجب التركيز على الحرب، لا غير، والاكتفاء بإيضاح أن "اليوم التالي للحرب" لن تكون فيه سلطة لحركة "حماس"، ولن يكون فيه تهديد عسكري لإسرائيل، ولا مسؤولية إسرائيلية عن الشؤون المدنية في القطاع، ولا أي قيود على النشاط الأمني الإسرائيلي.

محاربة حركة "حماس" في الضفة الغربية

أيضاً: علينا الاستمرار بكل قوتنا

  • مثل هذا الأمر ضروري للحؤول دون وقوع هجمات تستوحي مما يحدث في قطاع غزة، أو تثأر لِما يحدث فيه، والأمر ضروري أيضاً من أجل تدمير الخلايا والبنى التحتية، ومن أجل ترسيخ التصور القائل إن إسرائيل ستلاحق حركة "حماس" في كل مكان، وطوال الوقت! في الواقع الحالي، من الصائب منع دخول الفلسطينيين إلى العمل في إسرائيل، أو إلى المناطق الصناعية في الضفة الغربية.

العالم، والإقليم، يتوقعان خضوعاً كاملاً لحركة "حماس"

  • ... صحيح أن إسرائيل تخوض حربها الخاصة، لكن هذه الحرب هي أيضاً حرب كل مَن يخاف من "وجه حماس الداعشي الوحشي". إن النافذة الزمنية الدبلوماسية المعطاة لعملية الجيش الإسرائيلي ستتأثر أيضاً بالإصرار الذي تبديه إسرائيل على تحقيق أهدافها!

روح الجيش: "اتبعوني أيها المقاتلون!"

  • إن وصول رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي إلى قطاع غزة في خضم الأعمال القتالية الدائرة، فضلاً عن المشاركة العميقة للقيادة العسكرية العليا وحضورها في ساحة المعركة، يزيد في ثقة المقاتلين، ويفعمهم بالإيمان والعزيمة، ويضع أمامهم مثلاً قيادياً أعلى. ليس جنودنا وحدهم هم الذين يرون ذلك، بل أيضاً هذا ما يراه مقاتلو حركة "حماس" الذين يتم إرسالهم إلى الموت، في حين يختبئ قادتهم عميقاً في الأنفاق، أو خلف المدنيين الذين يتم استخدامهم كدروع بشرية.

ملاحظة أخيرة ختامية: الروحية الإسرائيلية ستنتصر

  • لقد مرّ شهر على ذاك الهجوم القاتل المفاجئ الذي نفّذته حركة "حماس". سيُحفر هذا الهجوم في الوعي القومي الجمعي، بصفته حدثاً حاسماً، لسنوات طويلة. إن إسرائيل ما بعد تاريخ السابع من تشرين الأول/أكتوبر لن تكون الدولة نفسها. ما زلنا في ذروة المرحلة المؤلمة. وسيتطلب الأمر وقتاً طويلاً لكي نتمكن من استيعاب ما حدث. فإلى جانب الشر الذي لا يمكن تصوُّره، نكتشف قصصاً بطولية، أكثر فأكثر، ومظاهر تطوعية، وتعبيراً عن الإخوة والصداقة، مثيرة للإلهام.

...... 

 

المزيد ضمن العدد