من غير المؤكد أن يكون استئناف المناورة البرية ممكناً بعد الهدنة
تاريخ المقال
المواضيع
المصدر
- عاموس هوكشتاين دبلوماسي أميركي وُلد في إسرائيل، وخدم في الجيش الإسرائيلي، ويتحدث بالعبرية. وقد أثبت قدراته كوسيط عندما توصل إلى اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، المهمة شبه المستحيلة. لقد فرضت المحادثات مع لبنان اتصالات مباشرة وغير مباشرة مع حزب الله. العلاقات التي نسجها في لبنان حوّلته إلى شريك حيوي في الاتصالات على الجبهتين: الشمالية في مواجهة حزب الله، والجبهة الجنوبية في مواجهة "حماس". المصلحة أميركية، وقطر هي "الأداة"، وإدارة بايدن هي المشغّل والمحرك. وهوكشتاين مقبول من الأشخاص الذين لهم علاقة بالاتصالات من الجانب العربي، وهو مقبول أيضاً من الحكومة الإسرائيلية.
- منذ الأسبوع الأول للحرب، حاول الأميركيون الدفع قدماً، بواسطة القطريين، بصفقة جزئية تشمل إطلاق سراح أطفال ونساء، وربما أيضاً رجال بالغين تخطوا سن الخدمة في الجيش الإسرائيلي. لم ينجح هذا المسعى، لكن التوجه ظل موجوداً. في الأيام الأخيرة، يبدي الأميركيون شيئاً من التفاؤل، ربما بسبب الضغط العسكري الذي تعانيه "حماس" جرّاء الدخول البري العسكري الإسرائيلي، وربما بسبب ليونة في مواقف المجلس الوزاري المصغر. عودة جزء من المخطوفين، وليس كلهم، بحسب ما قاله رئيس الحكومة في الأمس.
- في غضون ذلك، يواصل الجيش الإسرائيلي تقدُّمه في الميدان نحو الأحياء التي تشكل جزءاً من المنطقة الحضرية في غزة. هذا التقدم يسمح بمعالجة مكثفة للأنفاق ولـ"مخربي حماس" في داخلها، لكنه أيضاً ينطوي على معارك قاسية مع هؤلاء "المخربين"، لقد استعدت "حماس" لهذه المعركة. صحيح أنها تخسر العديد من قادتها ومقاتليها، لكنها تواصل القتال. العمود الفقري للقيادة العليا لا يزال يعمل برئاسة السنوار. والزعماء يمكنهم الفرار إلى الجنوب ومواصلة عملهم من هناك. وعلى ما يبدو، أن أحداً منهم لم يفعل هذا.
- الأيام المقبلة يمكن أن تكون المرحلة الأخيرة الحاسمة لكلا الجهدين: القتال ضد "حماس"، والمحاولة الأميركية - القطرية بشأن صفقة إطلاق مخطوفين. بعد هذه الفترة، سيكون من الصعب على إسرائيل الوقوف ضد الضغط الأميركي من أجل وقف إطلاق النار، وخصوصاً إذا كان هناك صفقة مخطوفين مطروحة على الطاولة. فالوقت ينفذ.
- هل في استطاعة إسرائيل استئناف المناورة البرية، بعد وقف إطلاق النار؟ تدل تجربة الماضي في غزة، وفي لبنان، على أن الفرص ليست كبيرة. في اليوم التالي لاتفاق وقف النار، يرجع الأولاد إلى المدارس، ويعود السكان إلى أعمالهم، وتبدأ إعادة إعمار المستوطنات، والعالم ينتقل إلى جدول أعمال آخر، وجنود الاحتياط يريدون العودة إلى منازلهم وعائلاتهم وأعمالهم. الجيش الإسرائيلي سيبقى في غزة، ويواصل تحرُّكه هناك، لكن ليس بالحجم الحالي للقوات.
- من المهم المحافظة على توقعات واقعية: ليس أكيداً أن الجيش سيتمكن من الوصول إلى السنوار ورفاقه في الجولة الحالية. وحتى لو جرى اغتيالهم، فإن "حماس" لن تزول؛ ومن المهم أن نتذكر أننا لسنا وحدنا في هذه المأساة، وأننا بحاجة إلى الإدارة الأميركية، وعلينا الإصغاء إليها. الأصوات التي يخسرها بايدن في الولايات المتحدة تزيد في حاجته الحادة إلى وقف إطلاق نار قريب في غزة؛ ومن المهم أن نتذكر أن غزة ليست سوى قطعة واحدة من الدمار الذي لحِق بإسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. الآن، تتطلع الحكومة الإسرائيلية إلى حل دبلوماسي يؤدي إلى طرد قوة الرضوان التابعة لحزب الله من الحدود الشمالية. نصر الله لم يتحول إلى محبّ لصهيون، والثمن الذي سيطلبه سيكون باهظاً. ومن دون إبعاد قوات الرضوان، ثمة شك في أن يقبل السكان العودة إلى مستوطناتهم في الشمال. هذا من دون أن نتطرق إلى مسألة مطالب "حماس" في مقابل إعادة قسم من المخطوفين.
- عندما يتحدث نتنياهو وآخرون عن حرب طويلة الأمد، فهم لا يقصدون الحرب التي تبلورت في الشهر الأول، على ما يبدو، بل حرباً من نوع آخر - اغتيالات مركزة، عمليات توغّل محلية، وغيرها. وما دامت الحرب مستمرة، في استطاعة نتنياهو لجم الضغط الذي يطالبه، هو وحكومته، بتحمُّل المسؤولية. في نهاية الشهر الأول من الحرب، ليس هناك في إسرائيل مَن يستطيع أن يحتفل بالنصر. وأحياناً، يكون النصر في أن ندرك أنه لا يوجد نصر.